ويرحل العيد
أفاقت على صوت الطيور ,فتحت عيناها مبتسمة فهذا الفجر الندي أشرق بعبق الياسمين و الجوري ...
نهضت تنفض عن الروح أتربة الكسل والحزن...تمسح عن خديها دموع ليلٍ طويل قد مضى .
خرجت تجمع بعض الزهور ليزدان بها هذا اليوم الجميل , أعدت نفسها لحفلٍ تقيمه فيسعد به قلبها وإن لم يكن الحفل كله صخبٌ وموسيقى .
مكثت طوال النهار تنتظر خيوط الظلام لتبدأ حياكة أمسيتها الأروع ...
أشعلت الشموع ونثرت أوراق الياسمين ... تركت لتلك الموسيقى العذبه الهادئة كمثل روحها في هذه الأمسية أن تعبث بالصمت والظلام الذي حل بثوبه القاتم لولا تلك الشموع .
جلست إلى مائدة الحفل ... أغمضت عيناها ليبدأ شريط الحلم الوردي بالدوران .
هاهو قادم هي تسمع وقع خطاة ويكاد هو يسمع خفقات قلبها المجنون
اقترب .. هبت تستقبله بعشقها وأشواقها تراقصه على أنغام قلبها
خرجت معه للشرفة اتكأت على صدره تراقب النجوم.
تشتهي كطفله الركض على ضفة النهر أن تفترش العشب الأخضر وتتوسد الزهور
تحلم بالسير تحت المطر على ضوء القمر .
حسناً هيا إلى هناك إلى ضفة النهر حيث تحبين الجلوس ...
داعب وجنتيها بكفيه ,حدثها رغم صمته الطويل.
وهي تستمع مبتسمة فهذه المرة الأولى منذ عامٍ مضى تحس بالسعادة تحلق فوق السحاب مع قلبها العاشق .
نظرت في عينيه ... لا تعاتب صمتي فالفرح عقد اللسان
حسناً هيا بنا لنركض هنا وهناك نجري حتى يهلكنا التعب , ركضت بجنون ودوي ضحكاتها يمزق صمت الليل الطويل .
يكفي ... أحس بالتعب لازالت شموعك على الطاولة مشتعلة هيا لنطفئها معاً .
عادت برفقته ... عادت تراقص قلبه ويداعب أمنياتها الكثيرة بروح الأمل
رددت له كل عام وانت الحب
كل عام وانت السعد
عيد ميلادٍ سعيد يا أروع حب .
صفقت له بحرارة ... أطفئ الشموع
جلسا طويلا والصمت يثقل المكان ... تهيئ للرحيل.
أمسكت بيده :إنتظر يومي بأمسيته لم ينتهي بعد ...لا ترحل قبل أن تمتد خيوط الفجر
لتنير لك الطريق .
أتخافين الظلام يا عاشقتي ...؟؟؟
وكيف أخاف ما دأب عليه عمري
تبسم بحنان هو مضطرٌ للرحيل
تركت يده ودفنت وجهها لتخفي تلك الدموع ... سترحل بصمت دون وداع
ولكن هل أراك في العام المقبل بأمسية أخرى كهذه ...؟؟؟
لم يجيب فقد رحل من المكان ... كما العادة غادر بصمتٍ يشل أركان قلبها ويمزق كل أحلامها .
أفاقت من غيبوبة الدموع على صرير الباب لقد رحل ووقع خطاه يغيب شيئا فشيء .
فتحت عيناها لتصحو من حلمٍ جميل ... لترى أن حفلها كان مأتمٌ من مآتم الوحدة والحزن .
يا إلاهى ...غرقت بأحلامها ونسيت تلك الشموع مشتعلة لتنطفئ وحدها دون
تصفيق دون دندنات قلب يرقص على أوتار الوجع .
مسحت خديها من دموع حلمٍ عمره كان قصير واقتربت من النافذة
تنظر لذات الليل لذات الظلام الدامس ترسل بالسكون صرخات قلب مزقه الحزن, قتل أحلامه طول الانتظار على أرصفة العمر, أدمته الجروح.
أهكذا تكون أيامي ... مجرد أحلام تهرب من النور وتصفعني برحيلها سريعاً ...؟؟؟
لا بأس
يا فارسِ أنت الآن تعلم , في كل عام بك أحتفل وسأظل أحتفل ...
أنا على يقين لن تحضر لحفلي الحزين لن تكون معي لتتقبل هداياي .
لكن حتما سيصل لك عبق الياسمين الذي نثرته هنا ليحتفل بك محملا مكللا بكل الأمنيات الجميلة
النــهــايــهــ