السلام عليكم
اخوتي, فكرت مليا قبل أن احاول كتابة هذا الموضع و أخد رأيك فيه , و محاولة طرحه للنقاش الجدي و الفعلي لنتعلم منه و لو فكرة أو نبلغ منه مقصدا قد يفيد من سيشارك بالأمر.
إنه سوق الإنسان الحر , ( لا تجزعي فالأمر ليس غريب ) , هو سوق قدم قدم الإنسانية , لكنه إستحدث و أصبح ظاهر للعام و الخاص بظهور العالم الإفتراضي .
سوق الإنسان الحر , هي مواقع التعارف الإجتماعية عموما و بالأخص مواقع الزواج التي يرتادها المئات بل الآلاف من الناس .
هل تذكرون الخاطبة في ما مضى , التي كانت تلف البيوت و حقيبتها مليئة بصور البنات و الأولاد , تتعلل بحجة مهنة الدلالة لتفتح لها الأبواب فتعلم بأمر الفتيات البالغات سن الزواج , و بالتالي تضمن وجود سلعة قابلة للترويج .
إنه الأمر نفسه الآن , لكن مع تغير بسيط لخاطبة أيام زمان , فقد أصبحت موقع افتراضي , يلجها الناس من كل الأعمار , هناك من يضعون أسمائهم و هناك من يختفون خلف ستار الإسم المستعار .
هل حاولت إرتياد هذه المواقع لمجرد الفضول , و معرفة ماذا يحدث هناك بالضبط ؟ بصراحة عليك تكبد عناء المحاولة و ولوج عالم محفوف بالمخاطر و الأسرار .
رجال و نساء من كل الأجناس و مختلف الأعمار , تختلف صفاتهم بين طويل ممشوق القد و شقراء ساحرة , لا يهم الأمر في بادئ الامر فبطاقة المعلومات كافية بأن تبين لك كل الصفات .
بمجرد التسجيل تنهال عليك الطلبات , خصوصا إذا وضعت تقريرا مثيرا كونك إمرأة و و إن كنت رجل فعليك بتفصيل أمر الماديات , حتى تكون العريس المطلوب .
الأمر لغاية هنا يبدو عادي , لكن الغريب هو أن تختار إنسان أو انسانة و تتعارفان بجدية تامة و تتفقان , لكنك تبقى ترتاد المكان بإستمرار و كأن مفعول السحر الموضوع بالموقع سيظل لغاية الإدمان , ستظل تتجول بين النساء بإستمرار , و ستظل تبحث المرأة عن من يكلمها من الرجال في ظرف و استحسان رغم أنه وقع الاختيار .
أمر آخر غريب الأطوار رجال سجلوا بالموقع منذ سنين , لا يوانون عن دفع الاشتراك لإرتقاء و تكليم الجميع من دون استثناء ,يتعللون بالبحث عن المرأة المعطاء لكنهم للأسف لا يفعلون همهم حصد و إصطياد النساء جمع اكبر قدر من الصور و المعلومات عن بنات حواء .
و الأدهى إذا ما فعلت المرأة نفسها هذا الأمر الرجل قد تسمح له رجولته بالغزل و كونه زير نساء , لكن ما حجة المرأة في هذه الحالات ؟
لا انكر أن هناك الكثير من مَنْ وجدن شريك العمر و من مَنْ وجد رفيقة الدرب بعد طول عناء , هؤلاء هم الذين من عليهم الله بالرضا و جعلهم لا يتكبدون البقاء في تلك المواقع للإستهزاء .
أناس بمجرد وقوع عيونهم على إمرأة أو رجل يحقق المطالب و المواصفات يقولون نعم في الحال قد يستعينون بصلاة استخارة و قد يستجدون بعد العون من الأصدقاء في فهم الأمر لكنهم يخلصون إلا أنه لا داعي للبحث طويلا , فخير البر عاجله و لا داعي لطلب المحال .
إنها سوق الإنسان الحر , تشبه سوق الرقيق لكن مع اختلاف أن المرء هو من يعرض نفسه للاختيار و يضع شروطا لكي تقع عليه الأنظار .
أتمنى أن موضوعي سيلاقي بعض الإستحسان و يجد بعض التجاوب من قبل الناس و دعواتي أن يؤلف الله بين قلوب كل الناس و يحقق الآماني لكل من طلب سترا و عفة من الرجال و النساء .
تحياتي .