ماذا يعني الصبر في لغة الانتظار ..؟؟
عُمر مرّ و يمر ..
وأنا أنسجُ الحُلمَ تلو الحُلمْ ..!!
وإذا به كغيمة تسوقها الرياحُ خلف المجهول دون أن تُمطر ..
عُمرٌ مرّ و يمر ..
ولا زِِلتُ أتذكُر حكايا الأمس ..!!
فلا أحد يخطف الحسناء يحلق ومعها يطير ..
هي مجرد حكاية ترويها الجدة قبل النوم للصغار العصافير ..
ويُمليها الخيال .. ويتمناها القلب ..
عُمرٌ مرّ و يمر ..
ولأنني فيه نسيتُ بل تناسيتُ رواية الجدة ..
ولأنني أبحرتُ ببحوركَ ولم أشأ أنْ أستفيق ..
ولأنني فيه أحببتك وغلقتُ خلفكَ كُل الأبواب ..
ولأنكَ ظِلٌ لروحٍ لا تعرف النسيان والكلل ..
ارتضيت أنْ تكون لي فيه حُلماً وأملا ..
وقنعتُ بالصبر والانتظار ..!!
ها هو ذا عامٌ جديد قد أطلْ ..
لِينحتْ في القلب نُدبة ويترك بالجوف دمعة ..
لا شيء لي .. لا شيء معي ..
سوى وسادةٌ تسندُ رأسي وجدارٌ يسند ظهري ..
ومرآة لا تُفرج الأسارير ولا ترسم البسمة ..
وفجرٌ لا يغزل خيوط الأمل ..
لا شيء لي .. لا شيء معي ..
سوى همس الأمس ..
وضحكات الأمس ..
وأحلامٌ عجنتها بماء العين والروح
وأن زرعت رغم الألم وردة هبتْ
أعاصير العمر واقتلعتها ..
لكأن للريح معي ّثاراً ففي كل حصاد
تذرو ليّ البواكير ..!!
عامٌ يمتدُ حدَ التعب ..
يصنع من وهم الأحلام امرأة
تربتُ على كتف الورق ..
تستنطق الحرف خلف الحرف ..
تلتف بين السطر والسطر ..
تدس الفرح بين الدمع ..
ترسم البسمة وسط الحزن ..
لعام آخر ينتظر ..
يهديني إما الصمت .. أو الفرح ..
عامٌ يمتدُ حد الظل ..
يتنفس فيه الحرف الشوق ..
لربما لا يبدو مختلفاً عن الأمس
فالحنينُ على موعد مع الفجر ..
والدمعُ على موعد مع الليل ..
والكرى على موعد مع الأرق ..
والشمس تصافح حلما بلا عنوان ..
تغلف يوم الغد لغيابٍ جديد وانتظار جديد ..!!
وفي المقابل هناك :
طاولة تحتضن دفتراً
وقلماً تعطشتْ أوردته لحبر
يرسمك .. يكتبك ..
وزجاجةُ عطرٍ أحببتها لأجلكَ ..
وورقة كتبتُ عليها تاريخا جديداً للأمل ..
وصوت موسيقى ..
على أعتابه تتساقط الكلمات ..
ويتكور الدمعُ .. ويتكاثرُ الشجن ..
وضوء شمعة ينسج من أمسي ويومي
رجلاً أحببته ..
رجلاً موغلاً في البعد .. يعشق الغياب ..
رجلاً هو بطلٌ لكل حروفي وأشواقي وحنيني ..
رجلاً تجلد ساعات انتظاره أمنية لحلم يتنفس
شيئاً من أمل ..
في مطلع يوم ميلادي ..!!
كتبت بتاريخ : 12 / 5 / 2010 ( ذات موتٍ وميلاد ) / منى
منى