[align=center][tabletext="width0%;"][cell="filter:;"][align=center]كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ
حينما يقول لك أحدهم إنِّى مبغضك واعترف بذلك علنا لك فما هي ردة فعلك ألَّا إرادية حينها , في بادئ الأمر سيصيبك حنق منه وقد يؤثر ذلك على أطرافك ولسانك فترد ذلك بقولك " وأنا ابغضك كذلك " وفي الآية القرآنية نصح وإرشاد بأنْ تعامله كأنه ولى حميم كخلق سامي يرشدنا إليه
فما الفائدة من الانتصار لنفسك وأنت لم تتضرر بذلك القدر.
كثيرون هم ، منْ يقدّمون الكراهية والإساءة على المحبة والتغاضي فأيٌ أفضل أنْ تمتلك قلبه لتجعله نادما على ذلك ليتعلم منك خلقا لا أن يتعلم منك فعلاً سيئاً.
إنَّ في اختلاف العقول وما تدرك , لحكمة بالغة , تجد التفاوت في الفهم أحيانًا حتى وجدنا من هو أحمق كما وجدنا من هو حكيم وبذلك تتفاوت بتفاوت الطبقات ومستوى التعليم والمعيشة والمجتمع المحيط به فالإنسان يتأثر ويتشكل فهمه حسب الحياة التي مارس طقوس العبادة فيها وتلك التقاليد في قبيلته وعشيرته والتي يتمسكون بها ويعضون عليها بالنواجذ والتي تفرض نفسها فرضا على المرء حتى يخال إليه بأنها قداسة قد تخرجه من الملة إذا ما اجتهد أن يخالفها أو يصححها , تلك حياة الإنسان فهو بتصرفاته وأخلاقه وفكره يعكس محيطه الذي أبرزه بهذه الصورة.
ولعل هذا سيجعل الأمر يسيراً في التماس العذر للمخالف لنا حينما نجادله في مسألة نراه فيها خاطئ ونرى نحن بأننا الصواب فيها.
ففهمه لك منوط بدرجة تحرره في استقبال الفكر الآخر فقد يكون مكبّلاً بكل معتقداته والتي أغلقت عليه داخل سردابها تمنع عنه النور والأكسجين والهواء الطبيعي تفرض عليه بأن يعيش تحت سقفها ولا تسمح له بالخروج أو لأحد أخر بالدخول.
لذلك نجد ردة الفعل بأن ما تقول غير معقول البته بل سيتعدى ذلك إلى الاتهام بأنك مرتد أو خارج عن الملة مبتدع لا تفقه شيئاً.
وأنت حينها ستتأفف حتى تنطق بغير المنطق هذا فراق ما بيني وبينك وكفى , وفي هذه الاثناء كلاكما مسيء فأين الصواب إذاً.
يجب على المرء منا بأن يكون مرن ومتزن في تلقي الفكر والنطق به وألا يتحامل على الأخر لكي يصل لغايته المنشودة ويبادر بالتسامح وبالابتسامة لمن أساء فلسنا ذو عصمة من الخطأ أو الزلل وما يدرينا لعل الرأي الأخر هو الصواب ورأينا هو الخطأ المبينَ .
آل علي
نشر أول وحصري قطرات أدبية
السبت 8 شوال 1433
[/align][/cell][/tabletext][/align]