[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
العالم يعيش هذه الأيام في عصر المعلومات (Information age) والثورة الحاسوبية التي لا تبقي للمتقاعسين مقدار «نقير» ولا تذر للمترددين إلا الفتات. الحاسب الآلي بشكله التقليدي القديم أحدث نقلة نوعية في تاريخ العلم والمجتمعات في الشرق والغرب ونقل البشرية إلى مراحل جديدة من السرعة والسيطرة والاستكشاف لمحيطها المباشر بما في ذلك تحديات عوائق مثل الذاكرة، وأكوام الورق والتدفق المعلوماتي والزمن والغموض والخوف من المستقبل والمجهول.. الخ.
فكيف يكون حال البشرية عندما تتزامن الثورة الحاسوبية مع ثورة في تقنيات الاتصالات والفضائيات (Media & Communications) حتماً سيكون عالماً متغيراً. هذا هو عالم الثورة الإلكترونية الذي نعيش حالياً إرهاصاته الجلية. الإنترنت جمعت الثورتين بشكل واضح فقلبت الحياة لتصبح إلكترونية بحته وجعلت العالم «قرية صغيرة» بكل ما في كلمة قرية من معاني السهولة والبساطة في تبادل الأحاديث (Chatting) والمرونة في الاتصال المعلوماتي وحتى نشر الغسيل (في بعض مواقع الشبكة العالمية). الثورة التي يعيشها العالم الآن هي ثورة الـ(E) وكل شيء أصبح يبدأ بحرف (E) وينتهي بـ(dot.com)، إليك (وليس إلك!!) هذه المسميات وكلها تتعلق بالتجارة الإلكترونية، ما عدا الأخيرة فهي تعني إلى آخره.
e-trade, e-marketing, e-business, e-commerce, e-retailing,, ctc.. والـ(com).. أصبحت مثل اسم العائلة الذي لابد من وجوده ليعرف الناس من أنت إن كان هذا مهماً، وإذا ما استمرت الحركة بهذا المنوال فستصبح التجارة الإلكترونية بعد عدة سنوات محطة النهاية لثورة المعلومات وبداية لمرحلة أخرى لا أحد يعرف كنهها.
الإنترنت في عصر الحاضر والتجارة الإلكترونية بتقنياتها الحالية لا تشكل خطراً جسيماً إلا على الموزعين والعاملين في القنوات الوسيطة ما بين المستهلك والمنتج بسبب ما يسمى بظاهرة (قتل) الوسطاء (Disinter-Mediation)، ولكن من يدري ماذا يحمل المستقبل وأي (دفعة تقنية، تقدمية وثورية) ستأتي ثم تقلب إدارة الأعمال برمتها فكراً وممارسة رأساً على عقب، قد يكون في المعمعة التقنية ضحايا آخرون. وهناك عملية قتل قديمة يجدر بنا الحديث عنها. في الربع الأخير من القرن العشرين تسبب استخدام الحاسب الآلي في المنظمات الكبيرة والمعقدة في (مقتل) المستويات الإدارية الوسيطة أو الإدارة الوسطى ما بين سعادة المدير العام ومستويات الإدارة التنفيذية. فهل الإنترنت ستهدد بمقتل مستويات أخرى أو وظائف إدارية معينة. الأمر غير واضح، ولكن مما لا شك فيه أن بعض الوظائف ستفقد أهميتها ورونقها وربما المزايا والعلاقات الملتصقة بها حالياً. فالموظفون المتخصصون في جمع المعلومات وتحليلها بالطريقة التقليدية عليهم خطر كبير، والوظائف الاستشارية المساندة للإدارة العليا سيصبح موقف أصحابها أضعف من موقف «بائع الماء في حارة السقايين».. وهكذا. وتختلف درجة التأثير حسب نوعية المنشآت والمنظمات ففي المؤسسات التعليمية، مثلاً، يلطم المدرسون والدكاترة خصوصاً مستقبلهم بوابل من الشك والخوف من أن تقطع الإنترنت مهنتهم وهم يتفرجون. وعلى المستوى النظري تهدد الإنترنت بـ(شقلبة) بعض المفاهيم التسويقية والإدارية المهمة، ومن المؤكد أن العصر الإلكتروني القادم سيقلب المزيج التسويقي (the 4Pصs) رأساً على عقب من الأهمية والأولوية وطريقة التنفيذ. فالمزيج سيتحول إلى مزيح إلكتروني وستضاف له (P) جديدة قد نسميها (Pro-electronic) وستجعل الحياة الإلكترونية من التسويق مهمة شاقة ليس لصعوبة الإقناع والاقتناع ولكن لأن العلاقة مع المستهلك ستكون على (كف عفريت) لأنها إلكترونية ومبهمة، فالمسوق لا يعرف مع من وكيف يتصل العملاء بالمنتجين ولا مع من وكيف يقطف المنافسون الصفقات. وفي الإدارة ستمسح الثورة الإلكترونية بالبيروقراطية الأرض ليس لأنها ممارسة لا تتناسب مع روح العصر فحسب بل لأنها وفي المقام الأول ستفقد وسائلها الورقية والحركية وتعابيرها الجافة وخصائصها الفوقية (نسبة إلى الهيكلة التنظيمية) لصالح عصر جديد متورم حد التخمة بالمنظمات الافتراضية والشفافية المعلوماتية والإدارة اللامركزية والعمل من بعد وغيرها كثير. هذا غيض من فيض وللموضوع بقية
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]