في غيابك

[عبدالرحمن منصور]

كتبت لأجلك فغبتي
وبعد الغياب
كتبت لأجل الغياب
فغاب الغياب
فأصبحت أكتب للاشيء
هي مجرد كتابة ..
أو هي كتابة مجردة من كل شيء
إلا من المرارة والتوجع والعتاب
على من أهديته ورود المحبة
و أهداني من الهجر شوك العذاب
واسقيته من الشوق رحيق المودة
واسقاني من الوهم كأس السراب

" في غيابك... "


في غيابك تترهل الأيام وتذبل السنين والأعوام وتختفي معالم الوجود
في غيابك تتلاشى الألوان وتنزوي مظاهر الطبيعة وتنطفي الحياة وتذبل الورود
في غيابك تموت فراشات الكلام وتصمت بلابل البوح وتهرم الأقلام وتشيب الحروف
في غيابك تموت الرياض وتشيخ الحقول وتتشابه الأيام والأعوام والشهور والفصول
في غيابك اكتبك بحروف خرساء ولغة صامتة وادهق المعاني من رجيع أنفاسي الباردة
في غيابك أرسمك في خيالي كلوحة سريالية بألوان باهتة وملامح منطفئة ومعالم قارصة وتعابير صماء جامدة
في غيابك ابحث عنك بين أوراق الحنين الجافة ولفائف الشوق المحنط وفوق رفوف الذكريات القديمة

فأجد أنكِ حاضرةً دوماً في غيابكِ وحضوركِ
لأنك تجاوزتِ فكرة الغياب منذ سنين بعيدة
فما غيابك إلا دليلاً يؤكد على قوة حضورك
وما غروبك سوى ليلاً ستشرق منه أضوائك ونورك
فما أحلا حضورك.! وما أقبح العمر من غيرك ودونكِ.!
/
\
/
الصمت هو المحطة الأخيرة
التي يتوقف فيها قطار الكلام
عن العودة للوراء أو التقدم للأمام
وقد حملتكِ سنيناً طويلة على سكة السطور
في ليل الغياب وفي فجر الحضور
من ضفاف الحزن إلى سواحل الهناء والسرور
وأخذتك إلى موانئ الغَمام ومرافئ النور وشواطئ الحنين والغرام
ما بين نبضات قلبي وقلبي في خيالي و في خلجات روحي ونفسي
ولم تكن هذه الرحلة الطويلة الشاقة لأستجدي منها حضورك
أو استعطف بها احساسك أو لكي أرضي كبريائك أو غرورك
ولكن لأفرغكِ من داخلي وأنزفكِ من قلبي على طول الطريق
وأعترف لكِ أني قد نزفتكِ في هذه الرحلة الطويلة الشاقة قطرة قطرة
في كل حرف وعلى كل سطر وفي كل إحساسٍ و عبرة
وما بقي منك الآن يحتاج لعمرٍ غير عمري لكي أفرغكِ مني
وما بقي من حبكِ يكفي لأن أعشق به جميع النساء
فما أعظم حضورك..! وما أحقر العمر من غيرك ودونك..!!
/
\
/
لقد حملتكِ إلى مستويات حبٍ علوية
وأخذتكِ إلى آفاق حلم وردية
وخمائل عشق عذرية
لم يطأها قبلُكِ العاشقون
وأهديتُكِ قلباً لم يُطمث
وأعطيتُكِ وعداً لم يُنكث
وحباً من بعدكِ لن يُورث
فكانت هذه خطيئتي إلى يوم يبعثون
والجرم الذي لم يغفره ولن ينساه الزمن
فلو كنتِ تدركين عظيم عشقي
وما كان لكِ من الحنين والشجن
لو كنتِ تعرفين ما كان في داخلي
مثلما كنتِ تعرفين مني في العلن
لجثوتِ الآن وقبلتِ أقدام القدر
كي يعيد لكِ ذلك الزمن
ولو دفعتِ عمركِ من أجله ثمن ...،،،
/
\
/
كان لقائكِ من أجمل القدر
وكان رحيلكِ من أقسى القدر
وليس بيدي دفع القضاء والقدر
أي نعم .... قلبي منكِ انغدر
أي نعم ... قلبكِ مني انكسر
فأنا لم أكن يوماً ملاك
لكنني ما كنتُ يوماً حجر
فأنا قلبٌ وروح ....!!!
وأنا مثلكِ بشر....!!!

فلماذا ترحلين وتهجرين
وتأخذي معك الغيوم .؟؟
وتتركي منها على خدي مطر ....!!!
لماذا تأخذي معك الضياء .؟؟
لأظل بعدكِ بلا نجوم أو قمر ....!!!
لماذا تنكثي عهد المحبة والوفاء .؟؟
وتطلبي حرق الرسائل والصور ....!!!
لماذا تحرمي قلبي معها البكاء .؟؟
و تحرميني البوح معها و النظر .؟؟
هل كثير لو بقي منكِ عندي رجاء ..؟؟
هل كثيرٌ لو بقي منكِ عندي أثر.!؟
فأنا قلبٌ وروح ....!!!
وأنا مثلكِ بشر....!!!
/
\
/

الوجيه