خرجت ُ من البيت مكتئب الخاطر , وكأن الدنيا أسودت في وجهي , لمشكلة معينة كنت أفكر فيها
مررت على ذلك الهندي , وكان بيننا معاملة تجارية , بكم هذا ؟ وهذا بكم ؟
قال بالسعر الفلاني
قلت طيب ولا تزعل خذ .
قال : ومن يزعل في السعودية ؟!!
وانطلق في الكلام , واخذ يعدد لي الجوانب الأيجابية في هذا البلد
ليس هذا المهم
المهم أنه أخبرني بأنه ذهبت عليه مئة وثمانين الف ريال كخسارة وأخبرني انه لم يحزن عليها كثيرا
وانه منشرح الصدر ..
هنا وقفت مذهولا ً ..
مئة وثمانين الف ريال تعتبر ضربة قوية لأبن البلد فكيف بهذا الأجنبي ؟!!
المهم
أخبرني أنه سلم أمره لله وانه استطاع تعويضها في فترة وجيزه
لم تستغرق محادثتي له أكثر من خمس دقائق
ولكنها فتحت في وجهي افاق واسعة
وكأنما صب على جمرة حزني المتوقدة ماءا ً باردا ً عذبا
فمضيت من عنده وأنا أنفض غبار الكأبة عني
ومن شاف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته
هكذا يجب أن نكون متفائلين
وأن ننظر الى من هو دوننا لكي لا نزدري نعمة الله علينا