رسالة ماريوس الى كوزيت :
من رواية البؤساء لـ ( فيكتور هوجو )......
الحب هو تحية الملائكة للنجوم
ما أشد حزن الروح ساعة يحزنها الحب
ما أكثر ما ينقلب المحبوب الى معبود
افترارة ثغر عن بسمة خاطفة تكفي
لحمل الروح الى قصور الأحلام
بعض الأفكار صلاة
وهناك أوقات تجثو الروح فيها على ركبتيها
دون أن تحفل الجسم وأوضاره
المحبون الذين فرق بينهم الدهر يخدعون التنائي
بألف عذر وهمي خيالي
والألف هذا لا تزول صفة الحقيقة عنه
انهم لا يكتبون لبعضهم البعض
انهم لا يرون بعضهم البعض
الا انهم يجدون الجم الغفير من وسائل الاتصال
فهم ينيطون ذلك بتغريد الطيور
وعبير الزهر
وضحكات الأطفال
وأشعة الشمس
وضوء القمر
وزفرات الريح
وتألق النجوم
ولم لا يفعلون ؟!
ان جميع ما أوجده الله أوجده خدمة للعشاق
فالحب قوي
والحب قادر على تسخير الطبيعة لخدمته !
أيها الربيع... أنت كتاب أخطه لها
المستقبل يملكه القلب أكثر مما يحوزه العقل
والشيء الوحيد الذي يستطيع ان يستوعب الخلود هو الحب
( والسرمد يتطلب البقاء )
الحب والروح عنصر واحد
وهو كـ الروح شعلة مقدسة
انه ذؤابة شرارة في داخلنا
ذؤابة متقدة
لا تخمد ولا تنطفئ
انه ذؤابة نشعر بها في نخاع العظم
ونراها تشع في عنان السماء
أيها الحب
يا ترنيمة الملائكة
يا نور ذهنين وقلبين وبصرين وبصيرتين
ستأتي اليّ حاملا معك السعادة
الله كمال السماء..والحب كمال الانسان !
أنت تنظر الى النجم لسببين
لأنه متلألئ
ولأنه غامض لا يرقى اليه الادراك
وازاؤك اشعاع أكثر ضياء وبهاء
وبجانبك لغز مستغلق أشد غموضا
( المرأة )
لكل منا كائن نستنشق عبير الحياة من ثناياه
فاذا زال من حياتنا
انقطع الهواء الذي نتنفس
فتكتم أنفاسنا
ويحتقن الدم في وجوهنا
ونموت .. !!
والموت بسبب الافتقار الى الحب أمر مروع
انه اختناق الروح !!
عندما يصهر الحب شخصين في بوتقة الاندماج المقدس
فان سرّ الحياة يتكشف لهما
ويصبحان جناحيّ روح واحدة فردة !
اذا أضفت عليك امرأة فيض من نورها
أضاعتك وأصبحت عاشقا متيما
وعليك عندئذ أن تفعل شيئا واحدا
أن تفكر بها ليل نهار
حتى تضطر هي الى التفكير فيك !
ما يبدؤه الحب لا ينهيه الا الله
الحب لا يعرف القناعة ولا الرضا
فان حزنا السعادة به
تطلعنا الى النعيم
وان ظفرنا بالجنة
تشوفنا الأبصار الى الفردوس ..
~
مما استمتعت بقراءته
أتمنى ان ترتقي لذائقتكم