السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
من أرادَ أن يكونَ من أهلِ المَعارِف! فليلزمْ [لِطَائفُ المَعَارف] لابن رجب الحنبلي .
إنَّ الإمام أبو الفرج عبد الرحمن ابن رجبٍ الحنبلي رحمه الله قد ذبحَ القلوب وشرَّحها بجميل كلامه , ولطيف مقالته ,
جعلَ القلوب تشتاق إلى رب الأرباب , وملأ العقول تفكيرًا من تقصير العباد لرب العباد . 
فتراه ينصحك بنصيحةٍ فإذا هيَ عليك فضيحة , وتراه يكشف عنكَ قريحة فإذا هي لك مليحة ,
فتسمو روحك ويشغف قلبك بكلامه الأسير الأسيف, الذي ينبع من منطقِ العلمِ والصدق. 
ولا أشهدَ على القولِ مما ذكرناهُ : 
من قرأ سفره الجليل (جامعُ العلومِ والحِكم) الذي جمعَ فيه بين العلمِ والموعظةِ والقول الحسن .
وها هو كتاب جليل يزيدكُ إجلالاً لمصنفه , ودعاءً لزابره ,
موسومٌ بـ ( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ) حقَّق فيه الإمام الجليل أبو
الفرج ابن رجب ما وردَ في الكتاب والسنة في ذكر شهور السنة ,
بادئًا بشهر الله (المحرم) وخاتمًا بشهر العباد (ذي الحجة) 
مقسمًا كل شهر على مجالس إلا بعضها, وذاكرًا فصول السنةِ الشمسية في ثلاثةِ مجالس . 
وستجدُ العين مقرحة والقلب مشرحًا إذا ما تكلم عن شهر الله (المحرم) 
وإذا ما تكلم عن شهر الصيام (رمضان) وشهر الحج (ذي الحجة) , 
ومن ثمَّ آخرَ مجلسٍ في (ذكرِ التوبةِ والحث عليها قبل الموت وختم العمر
بها والتوبة وظيفة العمر وهي خاتمة مجالس الكتاب) 
فيسلِكُ من معرفةِ الأحكام عللها , ومن حوادثِ الأحوالِ حكِمها .
وكأنَّي بالإمام ابن رجبٍ ينادي بقارئِ الكتاب أن
الشهور أيام وأن الأيام ساعات فلا تغترَّ بكثرها ولا بفصولها ,
واعلم أنَّ العمل قد حان , وأن الأجل قد آن . 
* وإني ناصحٌ لمن أرادَ أن يهذب قلبه , وأن يرشد عقله , 
وأن يبصِّر دربه = أن يخصص وقتًا آنذا ليسَ بالطويل لقراءة هذا الكتاب وتدبره وفهمه , 
ولا تطل وقتكَ في مجالسته لتشتاق فلا تنساق.
ذلك , 
أن الحاجة ماسة لهذا الأمر , فبابُ رمضانَ قد طرق الأبواب , وإنه لينتظر من يفتحها ,
فافتحوا القلوب ليدخل رمضانِ على أضياف أطهار كرماء.