[الــمُــنـــى]

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:black;borderpx inset sandybrown;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


/
\

السلام عليكم والرحمة

#

( برنامج يا هلا عن كارثة جدة الثانية )

مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !! ( بدر السياب ) ..

لم يدر بخلد أحدنا يوما ولو للحظة
أن يكون المطر هو سببا من أسباب الحزن ..
أو أن تكون كل قطرة من قطراته بمثابة وخز الأبر وأكثر ..
لم يُدر بفكر أحدنا أن في كل موسم من مواسم المطر
سنستنشق رائحة الموت ورائحة الجثث التي تجرفها المياة ..
لم يدر بخلد أحدنا أن نسمع أصوات المكلومين والمحتجزين
تتعالي لتملأ هذا الفضاء حسرة وألما على أموال المسلمين
التي تنهب دونما أن يحاسب أصحابها ..
صوت المكلومين والموجوعين من اهل جدة يتعالى ويتعالى ..
وصوت الخيانة يتضخم يوما بعدد يوم ..
وجيوب أولئك المسؤلين عن كارثة جدة وأرصدتهم المالية
تتزايد سنة بعد سنة وما من رقيب ..
كارثة جدة ..
لم تكن هي المرة الأولى والتي تطال هذه البقعة الغالية
على قلوبنا ..
وكيف لا تكون غالية ..؟؟!!
( والمؤمنون أخوة ) مثلهم :
( كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ..
فللعام الثاني وعلى التوالي يعيش سكان هذه المنطقة مأساة كبيرة
باتت تشكل بالنسبة لهم هلعا كبيرا وباتت علامات الخوف والفزع
تطل على وجوه ساكنيها بمجرد رؤية السحب تغطي المنطقة ..

مطر …
مطر …
مطر …
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ..

رحمك الله يا بدر السياب ..
تنبأت في وقت كانت فيه التقنيات يسيرة جدا بأن
المطر سيكون مبعثا للحزن ..
وها هي الأيام فعلا تثبت لنا ولأهل جدة خاصة
أي حزن يبعثه المطر ..
وأي رائحة يحملها المطر ..
وأي وجع يحمله المطر ..
من يستطيع بعد كارثة جدة الأولى والثانية أن يتنزع
هذا الشعور من نفوس أطفالها وساكنيها ..
من يستطيع أن يُرمم الألم الذي تربع في قلوبهم ..؟؟!!
من يستطيع أن يُعيد لقلوبهم فرحة زخات المطر ..؟؟!!
من يستطيع أن يعوضهم عن حجم الدمار الروحي الذي
ستطل ذكرآه حتما تطل مع كل موسم شتوي قادم ..
لكِ الله يا جدة للعام الثاني نقولها وبحسرة والله ..
فعهدي بجدة التي وقعت عيناي عليها منذ أكثر من
خمسة عشر عاما مضى ما عاد كسابقه ..
منظر جدة وبحر جدة لا يظل راسخا في الذآكرة ولكن
وللأسف الشديد ما شاهدته خلال العامين المنصرمين
وما وقعت عليه عيناي من مشاهد وما قرأته في عالم
النت كثير وعظيم جدا وحتما الواقع أشد وأعظم مما قرانا وسمعنا ..
فمن عاش الحدث بكل ما فيه من ثوانِ ودقائق مريرة ومؤلمة
ليس كمن سمع أو قرأ ..

أخيرا ..
غفر الله لكل من لقوا حتفهم
في هذه الكارثة المسآوية ..
وكتب لذويهم الصبر والسلون
وإنا لله وإنا إليه راجعون
ولكِ الله يا جدة ..
فما أبكاكِ أبكانا ..

منى

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]