.
.
هو ذاك الشوق حينما يعبر بنا نحو من نرغب بهم
أنا أنتم و أنتم أنا و لا جديد سوى الـِ ( هـم ) الراحلون عن عتبات الدار
و ذكراهم تتخبط بـِ أفئدتنا و تجري بدمائنا كمجرى الدم
أمـا بعـد ..
كل شيء هناك مختلف
الناس / الضوضاء / الدكاكين/ المنازل / و حتى الأطفال !
حقاً كل شيء فيها مختلف
أحببتها حد الجنون
بالرغـم من القيود المحيطة بها و المحاولات المتكررة لـِ وأدها و أهلها أحياء
إلا أنها تنبضُ أباء و عزة و حيـاة ..
حكاية وطن يئن تحت سقف البؤس و الحرمان
إي ظلمة حالكة تلك التي نقتفي أثرها
إي ليل فلسطيني يدخل طلاسيم المجهول و عذابات القهر
ليست حروفي رسالة أستجداء بقدر ماهي رسالة قهر
أرفعها من قعر الجحيم الغزاوي الذي أصبح مجرد شريط أخبار
سرعان ما يختفي ..
زمن طويل مرّ كسرب طيور مهاجرة جاءت من الأقاصي إلى الأقاصي
عابرة فوق مدن تغرق في ظلام دامس
أو فوق شوارع موحلة تفوح منها رائحة جثث سقطت هنا و هناك
و بقايا صور لمدن كانت و شهداء سقطوا بالأمس القريب
زمن عبر فينا أعتقدنا أنه سيعود بنا إلى رحيق البيارات و حكايات الغربة و همسات ما قبل النوم
لم ندرك مطلقاً أننا نقترب من لحظة الفراق و توديع وثائق السلام التي أعتدنا على سماعها من حولنا ..
غداً ذكرى الحرب الثانية على غزتنـا الحبيبة
و ما يؤرقني أكثر ما تتداوله الأخبار المحلية عن أحتمالية حرب ثالثة دموية أخرى ...
ربـاه ماذا بقي أكثر..؟!
سرقوا منا الحيـاة
أعدموا أحلامنا البريئة
و هم هنالك يتحاورون بمسألة السيطرة على الـِ ( قطـاع )
رسالتي هُنا هي رسالة غضب من الجميع دون أستثناء
حتى أنا كاتبة الحروف طالتني حبال الغضب تلك من نفسي
عندما أقف عاجزة أمام كل ما يحدث من حولنا كـِ شعب فلسطين
لستُ أنسى حديث أختي القابعة في سجن غزة
و هي تبكي من تدهور الحال المادي و المعنوي
تصب ألمـها و تندب حال أطفالها تسترسل بالبكاء لي
و خوفها من فقدان زوجها الذي أجبرته الحياة القاسية بالعمل
بالـِ ( نفق )
لـِ يلبي حاجيات منزله و ماذا لو لم يعـد يا أختـاة !!!
أنصتُ لها دون التفوه بأي حرف كي لا تشعر بـِ بكائي أيضاً
لستُ أدري على من سأبكي ؟!