مدخل
تنحت الأيام بأحداثها الحلوة والمرة في ذاكرتنا
تفاصيل ووجوه وأصوات لا يمكن للنسيان أن يطالها او يخدشها ..
ننسج منها حكايات نخفيها في رزمة من ورق لنحتفظ بمخزونها الأكبر والأقوى بين جنباتنا
بين الحين والآخر نسترق النظر لها لتمنحنا الدهشة والفرح والحزن والحنين
ولتُنبت في جوانبنا سؤالاً كيف غافلتنا السنوات وكيف مرت بهذه السرعة ؟!
لأجدني معها وبها على مشارف نهاية عام بدأ يلملم أوراقه مرددة
*عين تشربك شوف .. وعين تضماك .. لا ذبحني ظماك .. ولا رويتك
أحتاج هذا المساء وقبل أن يغادرنا ديسمبر
أن أكتب
عن أوطان تمثل النصف الاخر لنا
عن مُدن معتقة تعيش بين ضلوعنا
عن أزمنة تقاسمنا لحظاتها معهم
أحتاج أن أكتب
عنك .. عن ملامحك
عن صوتك المستقر في أذني
عن تلك الصدفة التي جمعتني بعيناك دونما لقاء
عن قلبي الذي أحبك وتعاهد على حبك سنة بعد سنة
أحتاج أن اكتب
عن أمنية خضراء لم يُكتب لها ان تُزهر
عن عتمة الروح ووحشة الليل
عن الأصوات الخافتة التي تنسل لروحي كلما أزدادت عتمة السماء
عن الهمس الذي يتكاثر في رأسي دونما أستئذان
أحتاج أن أكتب
عن أحلامي الهاربة
والأمنيات المجنونة والطقوس الخيالية
والتفاصيل الدافئة التي أسكنتها قلبي
أحتاج أن أكتب
عن الأرض التي حوتنا في المنام
عن نزهاتي معك في الخيال
عن مقاعد الطرقات التي أبت اجتماعنا
عن قطار العمر الذي مر دون أن نكون من راكبيه
أحتاج أن أكتب
عن الحنين والنبض الذي لا يهدأ
عن ثروة الأحلام والذكريات التي خبتئها تحت وسائدي
عن الألم حين تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
احتاج أن أكتب
عن أغاني الشوق وكيف تهيج المُقل
عن الشعور الذي ينتابك حين تتسرب إلى مسامعك كلمات أغنية
" أشتكي لوسادتي دنياي واسمعها تنوح " أو
" يا ظما قلبي لقلبي وغربة عيوني عن عيوني وينك أنت "
أحتاج أن أكتب
عن سراب الطريق
وخيوط النور التي تحاصرني من كل الجهات دون
أن أتمكن من لمسها والإمساك بها
أحتاج أن أكتب
عن العمر الذي مر كالسحاب
دون أن يصاحبه مطر
أحتاج أن ..أكتب وأكتب وأكتب
حتى يأتي غدي
دافئا كقلوب الأمهات
عذبا كدعاء الجدات لحفيداتهن
أو ناعما كهواء الشبابيك المفتوحة في الليل
أحتاج أن أكتب وأكتب
عن كل تلك التفاصيل التي ألتصقت بنا عبر الزمن
وملأت دفاتر أعمارنا بالحكايا والخواطر
وشكلت يومنا وأمسنا
وأصبحت حديث نفس
لا نعلم إن كانت الأيام التي نجهل بقاءنا فيها
كفيلة بأن تحقققها أم لا ..!!
أحتاج أن أكتب وأكتب وأكتب
إلى متى ..؟
مخرج
حين ينتصف الليل سأكبر سنة
وسألوح بيدي مودعة عاما آخر
من العمر بدونك
وستظل تهويدتي
*الصبر يا هو يعذب والأماني موجعة
المُـــنــى
12:00
31/12/2021