صاحبي من المغرمين بالابل وكانت له احداها وكان يحبها ويعشقها ويسميها لجمالها كحيله
كان يخفيها عن أعين الناس ويبعدها لكن خبرها شاع بين الناس واصبحت حديث المجالس
وفي ليلة من الليالي تسلسل أحدهم وطلب من الراعي رؤيتها فسمح له بعد الالحاح عليه فرأها ويليته لم يراها وماهي الا ساعات حتى تغير حالها وظهر في التعب واصابها ما أصابها فدهش صاحبنا وجن جنونه وهو يرى محبوبته تموت أمامه اثر عين خبيثة لم تذكر الله فحزن صاحبي حزنا شديد فقلت له مواسيا هذه الابيات
قف قليلا وتأمل سنة الله الجليله= مامضى فات وما باليـد حيلـه
كفف الدمـع وبـادر بالفضيلـه=أحمـد الله ولا تذكـر كحيلـه
يا أخا الحزن تجمل وأترك الأمر= فعقبى الصبـر جنـات ظليلـه
ذكرهـا بـاق مـع النفـس وإن=غالها الحقـد وأرداهـا قتيلـه
قد تراهـا فـي منـام أو تـرى=في أمهـا الثكلـى فضيـلـه
فهي من نسـل كـرام وأبوهـا=صاحب المعروف أستاذ قبيلـه
زانهـا الله بجسـم لايُضـاهـى=وعيون حولها الحسـن كحيلـه
قد رمها بسهـام الغـدر معتـوه=ومايدري بـأن الأمـر غٍيلـه
لم يبارك او يُسمي نسي الله = فكانت من ضحاياه عليله
أحمنا يارب من شر حسود= نافث للسم والعين طويله
لاتلسطه على الناس فمقتول=يلاقيه وناجي من قتيله