لا يا سيدتي
أنت امرأة تعيسة بكل المقاييس، مسكينة ،بائسة وحزينة. ولا اعرف على وجه التحديد ما هي الأسس التي تبنين عليها استنتاجاتك الخائبة. وكيف يمكن لك أن تتوصلي إلى ذلك الاستنتاج البائس اللعين.
فإذا كان كل هذا الاندفاع الشعري، وكل هذه الانهيارات الجليدية هنا وهناك، و كل هذه الزلازل والبراكين التي تهز بين فترة وضحاها ثنايا قبلي فتتفجر الأشعار كالنابيع.
إذاكانت كل هذه الأمطار الغزيرة المنهمرة بلا انقطاع من ثانيا الروح وهذه الثلوج التي تسقط على شكل قصائد.
وهذا الاشتعال وهذا الاحتراق الذي يكاد يشعل العالم حبا وعشقا وشغفا بك.
إذا كانت كل هذه العواصف والرياح العاتية المزلزلة. و هذه الأمواج الشاهقة من المحبة الجارفة المتلاطمة التي تضاهي اكبر تسوماني عرفته القلوب من قبل.
أذا كانت كل هذه الورود والإزهار التي أقدمها لك وكل محاولاتي المتتالية للامساك بالقمر لأقدمه لك على طبق من ذهب.
و كل محاولاتي لأصنع لك أسوارا من النجوم وأشعة الشمس عند لحظة الشروق.
إذا كانت كل محاولاتي لأسر لحظة الغروب لأصنع لكمنها وردة أقدمها لك في عيد ميلادك.
وهذا الانصهار والتحلل الذي ينتابني وأنااكتب لك والذي يشبه إلى حد بعيد تحلل العنصر المركب إلى عناصره الأساسية الأولية.
أذا كانت دعوتي لك لان تطلقي العنان لروحك لكي تحلق عاليا في رحلة سماوية مع روحي إلى كوكب آخر أو إلى كون آخر، وهذا الانفلات الهائل في نبضات القلب المتسارعة بلا انقطاع ، والتي هي إعلان محبة صريح وواضح وصارخ.
اذا كان كل ذلك يترجم لديك على أنه محاولة مني لاحتلال أطراف أصابع يديك ومحاولة مني لدفعك للاستلام و بالتالي رفع أعلامي على سفوح نهداك وشواطئ عيناك لكي أعلن انتصاري.
إذا كان كل ذلك يفهم لديك على انه محاولة منى للاستيلاء على جسدك الدنيوي، والذي لا يشكل أكثر من حفنة من التراب، وضمه إلى أملاكي الخاصة لأتصرف به كيف أشاء ومتى أشاء، فأنت امرأة واهمة تعيسة وبائسة وحزينة.
أنت امرأة كارثية وتستحقين الشفقة والعطف. أنت امرأة منهارة ومسكونة بالخوف واليأس.
أنت امرأة أسيرة لمخاوفك وأوهامك وكوابيسك وهواجسك.
أنت امرأة خائبة وفاشلة ومهزومة ومنهارة بكل المقاييس والمعايير.