في رحاب آية
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
لا أحد أظلم ممن منع عبادة الله في المساجد، وسعى في هدمها، أولئك الآثمون ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا المساجد إلا خائفين من عقاب الله، ولهم في الدنيا ذل وهوان، وفي الآخرة عذاب شديد في النار. قال ابن عباس: نزلت في مشركي أهل مكة، الذين منعوا المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام، ومنعوا النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام. إن إطلاق النص يوحي بأنه حكم عام في منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، والسعي في خرابها. كذلك الحكم الذي يرتبه على هذه الفعلة، ويقرر أنه هو وحده الذي يليق أن يكون جزاء لفاعليها، وهو قوله تعالى: (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) .. أي أنهم يستحقون الدفع والمطاردة والحرمان من الأمن، إلا أن يلجئوا إلى بيوت الله مستجيرين محتمين بحرمتها مستأمنين. أو ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا في خوف من الله، وخشوع لجلالته في بيوته. فهذا هو الأدب اللائق ببيوت الله، المناسب لمهابته وجلاله العظيم.