الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-06-18, 02:47 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج12

هزت رأسها باكية: علمني فارس أننا لا نكبر بالسنوات بل بالمصائب كان رحيله ضربةٌ أولى ومقتله الضربة القاصمة التي كسرت ظهر طفولتي لأغدو صبية ممتلئة بالحزن والوجع (نظرت له)كان العم عبد الله يصرخ ابتعد,ابتعد يده تلوح في الأفق والنيران تبتلع كل من حولها.
اتسعت حدقتي عينيه صدمةً وذهول حدق بعيداً: ...هل تفحمت الجثة ؟
ورد: لم أرى شيئاً كهذا في التسجيل لكن من أتى بالأخبار قال أن ذلك حدث للجثتين ولولا فرق الحجم لما استطاعوا معرفة الأب من ابنه.
أمسك رأسه بألم :يا الله الصداع سيقتلني رأسي يا الله
ترنح للخلف فوضعت يديها على كتفيه حتى لا يفقد توازنه لكنه شعر وكأن يدين قويتين تدفعانه بشده والصوت ذاته عاد يصرخ لا تفعل لا تفعل.
لم يتمالك نفسه فسقط على الأرض جاثياً على ركبتيه صارخاً: ماذا تريد ...أقسم لك أنني تعبت ,لقد استنزفتني بما فيه الكفاية .
في تلك اللحظات تحديداً وصل إدريس مداعباً: ابن الشيطان عاد ـ بَتر دُعابته وضع آسر فركض إليه ـ فليرحمك الرب يا صديقي ماذا حدث ؟
بعد لحظات كان قد أدرك الأمر نظر لورد الخائفة : لا تقلقي إنه كابوس شبح الحرب...لا أدري لماذا يقضُ مضجعه على الدوام وليته اكتفى بالمنام فها هو يداهمه في وضح النهار, الأمر يزداد تعقيداً بمرور الوقت.
نهضت تنفض التراب عن ثيابها: هل هو مريض ؟ إذا كان شبحاً من زمن الحرب إذاً هو يحتاج لعلاجٍ نفسي.
تنبها على صوت آسر المتعب: لا يا جنة أنا لست مجنون ولا حتى مريض كما أنني لم أعد أصدق تلك الأكذوبة.
صعق إدريس بينما ورد تتابع ببلاهة لا تفهم أي شيء...تلك الأمسية كانت الأشد قسوة على آسر بل أشدُ رعباً , الشبح الأسود يتقدم نحوه يهزه بعنف ويصرخ فيه ـ يجب أن تعود يجب أن تعود ـ استيقظ صارخاً ففزِع إدريس على صوته ,كان يلهث وكأنه قطع ألف ميل جرياً سريع.
آسر: سأعود غداً صباحاً سأغادر لن يستمر هذا الجنون سأفقد عقلي حتما.
ربت إدريس على كتفه ولم ينطق بحرفٍ واحد وقد اكتفى بقضاء تلك الليلة بجانب صديقة يتلو صلواته على رأسه ويربت على ظهره كلما فزع من نومه صارخاً .
في حرم الجامعة كانت تبكي بوجع تبكي رحيله المفاجئ ,هو لم يودعها حتى لقد وعدها بالبقاء ما بقيَ أفراد البعثة وعدها أن يحتمل وقلبه عيناها الباحثتان فيه عن فارس ترى ...هل رحل دون وداع حتى لا يموت فارس من جديد..؟!
نعم لقد طلب منها أن لا تجعل من قلبها قبراً أبدياً لفارسها حين يرحل وهي وعدته بالمحاولة ...تُرى هل تنجح ...؟!
نظرت في عمق السماء:نعم سأحاول إن لم يفي هو بوعده سأفعل أنا .
أخذت نفساً عميق ومضت باتجاه إدريس المتوتر لم تسأله عن سبب رحيل آسر كما تهيئ له.
ورد: إدريس فقط أخبره أنني سأفتقده بشدة وفارس لن يعود إلى التراب مجدداً,حتماً الأموات لا ينهضون لكنه فعل ولن يموت من جديد ,بلغه تحياتي ودعواتي له بالسعادة الدائمة.
تركته مذهولاً بعد برهة صفق يديه ببلاهة: العذراء تحميك يا إدريس من فخ المجانين.
مضت الأيام ثقيلة كما كانت من قبل رغم هذا انكبت ورد تبحث عن تلك الأوراق التي يدعي والدها أنها احترقت...ماذا احترقت ...؟!كيف متى ولماذا! هو لم يفعل إذن ربما حدث هذا يوم اشتعل المنزل الصغير بوالدتها وشقيقها كما يقول.
كانت المرة الأولى التي تتجرأ فيها على تخطي عتبات بابه منذ اشتعال النار فيه,دخلته برهبة قاتلة تبحث عن ذكرياتٍ لزمت جانب الصمت طويلاً. بعد وقتٍ قصير كانت قد تخطت خوفها وعاد دفق الذكريات الجميلة يداعبُ روحها.
يا الله كم هي دافئة حياة الفقراء كم هي عذبةٌ لذيذة رغم قسوة الجوع ومرارةُ الحرمان,لقد أدمنته أدمنت جدرانه والحنان المنبعث من حجارته لذا غدا ملاذ نفسها وقلبها كلما أرادت الفرار من ذكريات فارسها الميت الحي.
مضى الشتاء ثقيلاً بطيء وكأنه لا يريد للسماء أن تشرق من جديد على أنه مضى أخيراً لقد جرفها الشوق للحقول الخضراء تحديداً لظلِ تلك الشجرة الكبيرة والتي تحتضن كل عابر لظلها بحنان وكأنها أمه الرئوم.
غادرت إلى الحقل تطير بأجنحةٍ ملونةٍ صغيرة أجنحةٍ لم ترفرف في صدرها منذ زمن.
الربيع تجلى على الأرض بأبهى صورة راحت تجمع الأزهار البرية وتصنع عقداً ملون لم تعي إلا حين أحست بالزهور على رأسها,لم تخف كعادتها فهي سريعة الفزع بل تحسست الطوق بتلقائية فقد اعتادت حركات ندى المضحكة حيثُ تتوجها ملكة ثم تدعي أنها الفارس ذو الحصان الأبيض وقد جاء لاختطاف حبيبته.
لكنها ذُهلت من الرائحة إنها ليست زهورا برية بل زهور الياسمين تحسستها لتتأكد ثم استدارت ببطء لتصطدم بابتسامته العذبة ثم بلون الربيع في عينيه.
لم تتمالك نفسها قفزت تصرخ وقد تعلقت في عنقه متى عدت متى عدت لماذا طال غيابك؟
رفعها عن الأرض ضاحكاً ودار بها: عدتُ من أجلك يا جنتي وكأنك لم تكبري أبداً.
ردت من بين ضحكاتها: ولن أكبر لقد وعدت فارس أن أبقى طفلة رغم أنف المصائب .
توقف عن الدوران وأنزلها أرضاً متسائلاً:فارس؟
\
\
يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى


التعديل الأخير تم بواسطة متاهة الأحزان ; 22-06-18 الساعة 12:21 AM
عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس