الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-18, 06:17 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج8
في باحة القصر على أحد المقاعد بين زهور الجوري الملونة كانا يتحدثان عن العمل الذي استغرق ثلثي النهار...غادرت مقعدها تشد عضلات جسدها ثم ترخيها ليسقط عنها بعض التعب والملل من هذا الحديث أدرك ذلك دون أن تفصح.
فابتسم هل نتجول بالحديقة سارا معاً جنباً إلى جنب.
آسر: حدثيني عنه ...
حدقت به: لماذا تصر على معرفته...؟!
ابتسم:لم أقصد شخصه بل حياته عائلته سبب رحيله إلى الجنوب.
أطرقت مفكرة: حسناً كنت طفلة لم تتجاوز التاسعة وحين كبرت وكبرت معي أسئلتي لم أجد من يجيب إلا بالقليل القليل.والده من أثرا أثرياء الدولة كما أنه سياسي بارز...اشترى هذه الأرض حيث بنا مملكته إنها أرضٌ زراعيه أعطت فرص عملٍ طيبة لكثر من الفقراء والمحتاجين أبي كان واحداً من عمال الأرض حين استقر في قصره جهد بالبحث عمن تفرقوا بذهاب الأرض ووكل لكل منهم عملاً يقتات منه ,ماتت زوجته وابنته بحادث سير مروع على طريق الريف الغربي.
بقي العم عبد الله وابنه فارس الرجل الصغير لقد عانى الكثير خصوصاً بالفترة الأخيرة.
توقف يداعب ورقيات جوريه صفراء :من ماذا ...من فقدان والدته ؟!
حدقت بيده وابتسمت بمرارة: أتعلم أمراً ...أنت تشبهه حتى بهذا الطبع ( نظر لها مجتهداً أن لا تبدو الصدمة على وجهه واضحة) لازلت تحفظين أدق تفاصيله.
أشاحت بوجهها تمسح دمعة هاربة:لقد انتقل عمه للسكن بالقصر فوالده كثير السفر ,كانوا عصابة ...عصابة مجرمين لم يترددوا يوما بكيل الأذى له ,كثيرا ما تشاجر مع أبناء عمه وتلك المتوحشة البائسة تزيده بؤساً وشقاء.
آسر: لماذا قبل عمه بظلمه؟!
هزت رأسها بمرارة: أخبرتك كانوا عصابة خططوا لسرقة الأموال وتحطيم الجاه بل للخلاص من العم عبد الله وابنه كما فعلوا مع زوجته وابنته.
شهق آسر: إذن كان حادثاً مفتعل ...؟!
ورد: أجل وهذا سبب شقاء فارس الحقيقي ,قتلتا بدمٍ بارد وعدالة الأرض العاجزة لم تستطيع معرفة الجاني أو معاقبته ...هل تعلم ,آخر مرةٍ تشاجر فيها مع أبناء عمه أتى لمنزلنا بحالٍ يرثى له فملابسه ممزقة يده اليسرا مكسورة وعلى وجهه ثلاث كدماتٍ مؤلمة وفي جبينه جرحٌ غائر شق حاجبه الأيسر نصفين وقد وصل عينه على أن الله حفظها من الفقء برحمته .
تحسس جبينه وحاجبه الأيسر بتلقائيةٍ تامة فابتسمت ودون أن يلحظ انتباهها لحركته أعاد يده سريعا للزهرة الصفراء ينقل لها توتره الواضح,لم يستطع البقاء أكثر فتعلل بالتعب من نهارٍ طويل وغادر.
كان قلبها ينبض بشدة هما لا يتشابهان فقط لكن ثمة أمر تحجبه أستار الظلام فمتى ينقشع ليغرقا باليقين...؟!
كان تائهاً متخبطاً في نفسه وقف أمام المرآة يدقق النظر : نعم هذه آثار عملية التجميل بعد أن سقط من العلية فقد تشوه جبينه,نفض رأسه غاضباً...يالك من أحمق هل أحببتها لدرجة التمني أن تكون هو ...؟كف عن هذا الغباء فإن لم تبادلك الحب لأجلك أنت فلا ضرورة للبقاء ...لا ضرورة.
كان قد قرر أن يتجنبها قبل أن يخلد إلى النوم في الليلة الماضية فهو لم يعد راغباً بالتيه الذي يسرقه عنوه على أنه وجد نفسه يجلس معها قريباً من الأرجوحة وليتجنب الحديث حدق بعيداً.
كانت تعلم أنه لا يرغب بمعرفة المزيد فاحترمت رغبته وصمتت لفترة .
نهض من مقعده مبتسماً: هل تركبي الأرجوحة ؟
نظرت لها بذات الصمت تداعبها ذكريات الماضي ,هي لم تركبها منذ رحل فارس عادت بعينيها له ترفض العرض نعم هي لا تريد لكنها نطقت بالقبول ـ ذهلت حتى لسانها خان رغبتها.بعد دقائق كانت تحلق في عمق السماء ضاحكة كما في الماضي تماماً.
سمعت صوت ضحكته فنظرت خلفها لترى وجهه حين يشرق من القلب لكنها فقدت توازنها في لحظات كان قد أوقف الأرجوحة رغم الضربات المؤلمة من هيكلها ...
لقد تدارك الأمر ,كادت أن تقع .
نظرت له بذهول: لماذا فعلت ذلك؟!
كانت الصدمة باديةً على وجهه نظر حوله يبحث عن شخصٍ آخر ثم عاد لها بجنتين حائرتين: ألم تصرخي...ألم تخبريني أنك ستسقطين ..؟!
حنت رأسها لليمين قليلاً تتأمل وجهه بعد لحظات كان قد استدار أمام الأرجوحة جلس القرفصاء يتحسس التراب.
حسناً كما ظننت هنا بضع حجارةٍ ناتئة لو سقطت عليها لأدمت جسدك...
اقتربت منه بهدوء وأمسكت يده اليمنى: هل أنت بخير...ما لذي حدث..؟
عاد للتراب بعينيه: صدقيني أنا لا أعلم ...أنا فقط سمعت صوتاً يصرخ لا تدفعني سأسقط كفا,كفا للحظات رأيتك بأم عيني تسقطين عنها وهي معلقة في عمق السماء لا أعلم تماما بأي اتجاهٍ سقطتي ولكن الدماء نفرت من جسدك ...على أن هذا لم يحدث ...حدق بها أليس كذلك ...؟!أنت لم تسقطي ...
\
\
\
يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس