الموضوع: جنتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-18, 12:15 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي


ج6
سأبكي للمرة الأخيرة أعدك سأكون قوية ما أمكنني ذلك ...لقد طال عمر الوجع وآن لي أن أنفض أتربته من صدري وأعود للحياة من جديد لكن بلا قلبٍ يعشق ...أعدك فقط دعني أبكي على صدرك هذه المرة.
هي المرة الأولى التي تبكي فيها السماء في مطلع أيلول دون إنذارٍ مسبق وكأنها تشارك ورد قرارها في البكاء لهذه الليلة على أن السماء ستعيد الكرة حين يأتي الشتاء فماذا عنك يا ورد ,هل ستفعلين أم أنك حقاً لن تبكي من جديد ...؟
في اليوم التالي كانت هادئة مستقرة لم ترتبك حين رأته بل هي لم تبحث عنه وقد أدرك ذلك جيداً حاول الاقتراب والحديث لكن صفعة الخذلان على جدار قلبه المكسور أبعدته حاول تجاهل وجودها تجاهل اكتماله بها تحليق روحه وعودة النبض إلى صدره بلا فائدة وجد نفسه في نهاية اليوم أمامها مسيراً هو تحت وطأة إحساسٍ لا يستطيع إماطة اللثام عنه لأسبابٍ كثيرة.
مد يده مصافحاً: إذن لن تبحثي عني من جديد (ارتجف جسدها حين رأت يده بعد برهة قبضها إلى صدره) حسناً حتى الصداقة أمرٌ ترفضيه أراك اليوم مختلفة تماما وكأنك لست فتاة الأمس .
ورد: فتاة الأمس ؟ حقاً لا تعرف اسمي !؟ ـ هز رأسه نافياً ـ أنا ورد .
ابتسم : ورد؟ تعلمين ظننت أن اسمك ـ ابتلع الكلمات هل ستفهم ما يعنيه هل يحق له الاقتراب وقرع أبواب قلبها المغلقة بإحكام تراها تتركُ ذاك الراحلُ يوما لتحتضنه بحب تنبه من شروده على عينيها المعلقتان بشفتيه باضطراب ـ حسناً يليق بك اسم جنة...
بدت كمن أصابته صاعقة فاحترق مرت دقائق كأنها فصلُ شتاءٍ لا ينتهي .
قُلتَ جنة ...لماذا جنة بالذات؟!
هز رأسه والحزن بادٍ على محياه: لا أعلم أقسم أنني لا أملك أي تفسير ...حين رأيتك للمرة الأولى اعتقدت أنك جزءٌ من الجنة أرسله الله لأهل الأرض رحمة ,حاولت التعرف على بقية أعضاء المجموعة لكني لم أستطيع فكلما حاولت النظر لآخر اكتشفت أن عيناي لازالتا معلقتين بوجهك الملائكي يرتبطان بأطراف سلاسلك الذهبية,لم أسال عن اسمك أنت على وجه التحديد لأني اكتفيت بكونك جنة.
نظرت لشفتيه تستجدي رداً سريع: اكتفيت قبل أن تعرف اسمي فهل أنت الآن راضٍ؟
نظر للسماء: ستبقي جنة.
ردت بغضب: لكني ورد.
ضحك بمرارة: بل جنة ورد.
تحجرت الكلمات في حلقها,هل هما متشابهان إلى هذا الحد لم تشعر إلا وهي تقبض على كفه الأيسر : تعال معي سأريك شيئاً ما.
مضى معها بصمت لا تدري لماذا تفعل ذلك هي لا تجد مبررا وهو ينساق خلفها بصمت يقتله الوجع ...ألازالت تبحث عن فارسها في تفاصيله أم أنها تستشعر اكتماله بها ؟
في باحة القصر أفسحت له المجال ,لم تتحدث فقط تركته يتأمل بصمت بعد وقتٍ ليس بالقصير نظر لها كتائهٍ في ظلمة البحر يستجدي للنجاة سبيل.
دنا منها يهمس بوجع: ثمة سرٌ صغير لن أخبر أحداً به حتى نفسي لم أحدثها به منذ زمنٍ بعيد ...يقول أبي إذا أردت قتل حقيقةٍ ما عليك عدم الاعتراف بها لنفسك أولاً وللآخرين ثانياً هكذا ستضمر وتتلاشى لتكون وهماً ...سامحه الله لم يخبرني أن الحقائق لا تموت أبداً بل تركن إلى الصمت حتى يقع ما يشعل فتيل الحياة فيها من جديد.
سألتك بالله ما لذي أردته من مجيئي إلى هنا ؟؟؟!
ابتعدت تشير في كل اتجاه: هل تراني ...هل تخيلتَ كيف قضيتُ أيامي هنا, أخبرني مالذي أوحاه لك القصر ...أنني فتاةٌ مرفهةٌ مدللة و
قاطعها : أبداً لم تقتحم خيالي طفلة كالتي وصفتي رغم الثراء الفاحش وأشار بعينيه لمدخل القصر.
قطفت جورية حمراء: حسناً لا أعلم لماذا أحضرتك إلى هنا ولكن استمع لي ولوجعي إن كنت قادراً على ذلك.
مضت نحو الأرجوحة ـ أمضيت سنةً بأكملها في هذا الفناء برفقته لم يتركني يوماً وحيدة كان يسليني بأحاديثه الكثيرة والمثيرة فهو أكبر من عمره بكثير أخبرني ذات مرة أن المصائب تُبلينا قبل الأوان. كان طفلاً بألف رجل ذكرياتنا لم تبرح رأسي يوماً كما أدمنت رائحة الياسمين فقد توجني به مراراً.
هو رحل مكرهاً فقد نالت منه يد الغدر مع والده على الحد الجنوبي من البلاد حين ودعني وعدني أنه سوف يعود هو حتى الآن لم يفي بوعده ـ نظرت في عينيه ـ أليس كذلك ؟!
قسمات وجهه تصرخ وما أدراني أنا لم يعد يقوى على التفكير وقلبه يصيح أعرفها حقاً أعرفها.
ورد: حسناً يا صديقي لقد مات اقتنع الجميع إلا قلبي .
خرجت الكلمات من فمه بلا تفكير: ما وجه الشبه بيننا؟

\
\

يتبع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس