الموضوع: أنــوار,,,
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-01-10, 02:37 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي أنــوار,,,

للحظةِ من حرمان ....

قد تكون لحظات الذكرى التي تعصف بالقلوب جميلة ولكنها أبداً لم ولن تكون كذكريات طفلتي... قد تجرح القلوب بحزن

مضيها لكنها أبداً لاتشعل بالقلوب ما تشعلة طفلتي

عندما أحاول رؤية وجهها الصغير الباسم من بين دموع الفقد حين تقتني الدمية التي أحبتها ...

أو حتى أرى الفرحة التي تغمرها عندما تحصل على قطعة الكعك المحلى من دكان الجار الطيب.

نعم هذا هو الكلام الذي بقي عالقاً على لسان الأم كل ما أرادت أن تسرد لنا حكايتها وبعض الذكريات مع تلك الدموع المحبوسة ,,, والآه الخارجة من قلبِ يحترق بالمرارة والحسرة...

وصدرٌ يتأجج بنيران الحب والذكرى ...ونفسٌ يصرخ فيها الرضى بالقدر مهما كان الحرمان الذي أمطره على روحها المتألمه...

هي كانت صبيه في مقتبل العمر عندما توفيَّ زوجها الذي أحبته بصدق , وعاشت معة عامين فرحة سعيده رغم ضيق ذات اليد شح المال.... وقلة أبواب الرزق المفتوحة ...

بعد عامين قد مرا على الزواج وفي أحد الأيام المشرقه بفرحِ يمزقه حزنٌ دفين خرجت للطبيب ليبشرها بالحمل وحدوثة بعد علاجِ دام لمدةِ ليست بالقصيرة.

عادت لمنزلها لتجد ناعي زوجها بالإنتظار

وقع من أعلى المبنى ومات ...

لقد مضت الأيام وهي تعيش وحيدة ... تصارع الأفكار الناس والمجتمع ...

هي زوجة أحمد وإن مات , ستبقى في منزلة للأبد تعيش فيه وتعمل وتربي مولودها القادم على الخلق الكريم الفاضل الذي رأته وأحبته في زوجها الراحل...

لقد مضت الأيام لتنجب الأم طفلة رقيقة حلوه ,,, تحاكي ضوء الفجر الدافء بجمالها ورقتها

تزاحم العصفور على عذوبة صوته ووقعه الجميل ... ترى ماذا تسميها...؟؟؟

كان أحمد دائما يردد ...{ لاأجمل من أنوار الفجر المولودة في السماء على صوتِ يذكر اللة ويهلله } ...

إذن طفلتها تلك الأنوار التي ما قدر لأحمد أن يراها ... وقد أسمتها أنوار


هكذا عاشت الأم الوحيدة التي لامعيل لها سوى الله وقليلاً من صدقات المتصدقين بالإضافة إلى القليل الذي تكسبة من عملها في أحد مصانع الحلوى الصغيرة.

لقد بدأت أنوار تكبر ... تلك الصبية الصغيرة التي شغلت قلوب الناس وسلبت عقولهم بعقلها الكبير رغم صغرها وكلماتها العذبة الجميلة رغم عدم ترتيب حروفها....

لقد مضى من عمر أنوار عامين ونصف العام وهي تنعم بحنان الأم والجده وقليلاً من الأقارب كما وتنعم بحب الناس جميعاً

أنوار إبنة العامين والنصف الصغيرة الجاهلة كانت تدرك أنها لاتستطيع شراء كل شيء تحبة لأنها لا أب لها , ولا مال لدى أمها .

في أحد الأيام رافقت أمها إلى سوق البلدة لشراء بعض الحوائج اللازمة للمنزل ...رأت دمية أحبتها عرجت إلى الرصيف

بالقرب من دكان الدمى وأخذتها فرحةأخذت الأم دمية القطن ودخلت للتاجر تريد شرائها لكنها ذهلت بسعرها الباهظ

{{ مئة قطعة نقدية }} وبعد أخذِ وعطاء قال التاجر...هي بثمانين قطعة للطفلة اليتيمة .

خرجت الأم فرحة أخذت طفلتها مرددة ... بعد الغد أشتريها لك بعد الغد ياحبيبتي يعطينا مدير المعمل إيجار الشهر كاملاً وسأشتريها لك

مع أن الطفلة الصغيرة لاتفهم كل ما يقال ـ أو على الأصح لاتدرك إلا أمراً واحد وهو أن الدمية الآن ليست لها إلا أنها قبلت بالأمر ولم تتذمر.

في تلك الليلة وقبل الغروب بقليل مر رجلٌ أمام منزل أنوار ... رآها تجلس على العتبة الصغيره تراقب الصبية الذين يأكلون الكعك المحلى

عرج لها وهو يشعر بلهفةِ وحزن ...أين بابا ياصغيرتي ...؟؟؟

أجابته وهي تبتسم ...أنا تعلفش وين يبابا .

تبسم الرجل ووضع في يدها أربع قطعِ نقدية : أشتري الكعك المحلى لك لماما ولبابا سكب قبلة على جبينها ورحل.

دخلت الطفلة بيتها ولم تقل شيئاً وبعد ساعتين طلبت من امها الحليب ونامت بهدوءِ وعمق ...كانت الأم المتعبة مشغولة بترتيب منزلها الصغير وتنظيفه وإعداد طعام اليوم التالي ...

يعني كالعاده حتى لاتتأخر عن عملها في معمل الحلوى بطرف البلدة ...بعد ساعتين من الشقاء والتعب في المنزل والمطبخ ذهبت لتنام

لفت إنتباهها إحمراراً إعتلى وجنتي الصغيرة ـ مدت يدها على جبين أنوار تجس حرارتها فلحظت إرتفاعا بها .

أحضرت الدواء وجلست قرب طفلتها تسمي اللة وتذكرة ...لقمتها خافضاً للحرارة ومن ثم بعض الماء وأعادتها لفراشها ,

جلست بالقرب منها تتأمل وجهها الصغير أنفها فمها شعرها كل كل شيء بشيء من الفرح

وبعد دقائق غابت عن الدنيا مع الحلم ...ستكبر أنوار وتكبر المصاريف ,,, من أين آتي بالمال...؟؟؟

لا بأس كان اللة بعوني على ما مضى من أهول وهو من يعينني على ما هو آت...

تراك يا أنوار ـ ماذا تصبحين , معلمة أو مهندسة كلا بل ملاك رحمة طبيبة آة ياحبيبتي سوف يأتي عليك يوماً تصبحين فيه عروساً ومن ثمة قد تكوني أماً ...أليس كذلك...؟؟؟

كانت تحدث نفسها بصمت وشريط الحلم والخيال يمر على عيناها وهي ضاحكة بينما يدها على جبين الطفلة لم ترتفع ولو للحظه .. لكن

لقد أفاقت الأم من حلمها على إرتعاش الصغيرة , تنبهت لها وإذا بها بين الحين والحين ترجف بقوة وتهذي بشيءِ لايفهم .

أعادت الأم قياس الحرارة وإذا بها قد زالت تماماً أخذت طفلتها في حضنها تقبل يدها الصغيرة جبينها ووجنتاها , تداعبها وتوقظها بهدوءِ لامنتهي .

أفاقت أنوار ضاحكة الوجة لتجد نفسها في حضن أمها محاطة بكل الحب والرضى والهدوء .

قامت تبحث عن نقودها وتردد :: وين مصالي يماما لاح ...؟؟

بحثت عن نقودها بين ألعابها المنثورة تحت المقعد الصغير حتى على الطاوله الصغيرة في زاوية الغرفة ولم تجد شيء ... عادت تبكي بشيءِ من الحزن والحسرة على النقود...

بحثت أمها في الفراش فوجدت القطع النقدية الأربعة منثورة , فرحت الصغيرة بالنقود وحملتها بيدها وجلست في حضن

الأم تردد::ـ هاي واحد مصالي إشتل فيها دبدب,,, وهاي واحد مصالي إشتل فيها كعك يماما,,, وهاي واحد مصالي إشتل

فيها كعك يبابا,,, وهاي واحد مصالي إشتل فيها كعك لأنوالة إحلوة أنا بطة

ــ يماما وين يبابا تعلفش أنا وين يبابا ...؟؟؟

ضحكت الأم مخفية حسرتها وحزنها ـــ بابا سافر ليشتري لأنوار الحلوة البطه فستان أبيض ولعبه صغيرة

ويحضر مالا كثير لتشتري أنوار حبيبة ماما الدبدب من دكان الدمى في البلده

رددت الصغيرة بفرح :: ياي يبابا يجي هسة يوخد الأنوالة إحلوة أنا بطة إشتل دبدب حلوة ...يماما غنيني يبابا يبابا هسة يجي ..

ضمت الأم طفلتها لتغني لها ,,, لكن أنوار طلبت من أمها شيئا لم تعتد طلبة قبل النوم .

بعد أن إتكأت على صدر أمها وبدأت تغفو شيئاً فشيء رفعت رأسها تردد ::

خنيني بوسك يماما تحبك انا .

قبلت أمها وإتكأت على صدرها من جديد وإستسلمت للنعاس وللنوم الهادئ ... بعد ربع ساعة أيقنت الأم أن طفلتها نامت

وهي تحمل القطع النقدية تنتظر الفجر حتى تشتري الكعك المحلى والدمية التي رأتها على الرصيف على باب دكان الدمى

أخذت الأم تقبل يد الصغيرة وتراقب وجهها من جديد وعادت تحلم بالسعادة التي ستراها على وجة أنوار وهي تعطيها

الدمية التي أحبتها ... كما وتحلم بفرحتها عندما تحصل على قطعة الكعك المحلى .

أفاقت من الحلم على صوت النقود التي تهاوت من يد الطفلة على الأرض .

نظرت الأم لوجه طفلتها مجدداً وسكبت على الجبين قبلةً حارة وشيءٌ من المرارة يعتلي حلقها ... شيء من الحسرة والوجع يعتصر قلبها ... ترى لماذا ....؟؟؟

نعم لم تعد تحس بذاك الدفء المتردد على صدرها مع أنفاس طفلتها , ضمت إبنتها بخوفِ مما حدث

ورددت :: أنوار ياحبيتي إطلبي من بابا أن يتركك معي فأنا من ستشتري لك الدمية والكعك المحلى وكل ما ترغبين بة

صدقيني ياصغيرتي على أنها لم تحس بأي شيء يقتل اليقين الذي سكن نفسها برحيل الطفلة

في تلك اللحظة أفاقت الجدة وهي تحس بألمِ لايحتمل في صدرها شيءٌ يخنقها وكأن قلبها بدأ يحتضر ...نهضت على صوت التمتة والبكاء الهادئ تكذب اذناها وتحاول اقناع نفسها بأن ابنتها تبكي الزوج الراحل والحبيب الغائب

على ان شيئاً في نفسها يناقض ما تحاول الاقتناع بة وبعد طول تردد وقفت بباب الغرفة لترى ماهو كفيلٌ بإيقاف قلبها بحق

حفيدتها قد فارقت الحياة وإبنتها تبك دون جزع بشيءِ من الهدوء الذي يسبق العاصفة وبل بشيءِ من الجنون الصامت في روحها والذي قد ينفجر لحظة إختفاء أنوار تحت التراب .

دخلت الجدة تهلل تذكر اللة وتواسي إبنتها بالمصيبة التي وقعت ولكنها ذهلت بها

تقول :: وا حسرتا يا أمي ألا تشعرين بروح أحمد لقد رحل عني وهو حبيبي وعاد يأخذ مني أنوار وهي قلبي ,,, واحسرتا يا أمي ما أحلى الرضى بقدر الحرمان ,,, ما أحلى الصبر على المصيبة مهما كان حجمها .

وما أمر طعم الوداع الذي بات يسكنني ... وما أحر سكين الحسرة التي تذبح روحي

أخبريني لأيها أنقاد للرضى فأسكت أم للحسرة فأصرخ ...!!!

آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أنواري المتعبة من عتمة الحرمان أما إستطعت الصبر لأشتري لك الدمية حتى رحلت تبحث عنها في الجنان

إذهبي هنيئاً لك الجنة ولأبقى هنيئاً لي الحسرة والدموع المحبوسة وذكرياتك الراقدة في هذه الغرفة وفي ثنايا الروح المذبوحة



الــــنــــهــــايـــــــــــــة

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : أنــوار,,,     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : متاهة الأحزان














توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس