كيف لا وقد سمحت لرجلٍ بالوصول لي ـ بمعرفتي ؟؟؟!على أن قلبي التعيس أذاب تلك الرغبة بي ...فقد تعثر في لعنة الحب .
بدأت أتحدث إليه أستتر في غرفةٍ منزوية وراء كتابي لأستمتع بأحاديثه وأضحك كلما تذكرت تلك الأمسيات يقضي ساعاته يحدثني عن الحب وقلبه وأقضي ذات الوقت أحدثه عن حبي للمجوهرات للملابس والسهرات ...
ترى هل أردت بهذا أن أدفعه بعيدا ...؟
لا بل أردت إقناعه أنني لست أحبه إنما أحب ما يمتلك من مال جاهٍ وسلطه ...مع هذا لم يخلو حديثي معه من تشجيعه لينتهي من دراسته الجامعية وتحصيل الشهادة .
أدرك الآن حجم سخافتي ...كيف أقنعه بأني لست أهواه وأنا لم أقتنع بل أقر أنني سقطت في شرك حبه .
كيف أدفعه بعيدا وقد وجد بي تلك الفتاة العذبة الرقيقة التي بحث عنها طويلاً ...
سألته ذات مرة ...ماذا لو كنت وجها آخر لقلب وسلوك دعاء ...؟!
هو فقط من إستطاع تغير نظرتي للرجل ـ هو من علمني أن الرجال يختلفون عن بعضهم البعض تماماً كأصابع اليد الواحدة ...
وأنا بالنسبة له تلك الأنثى المختلفة ـ تلك الهابطة من السماء بقلبٍ من بلور وضمير كالمرآة
لذا لن يكره بي ذات يومٍ دعاء ...
جديرٌ بي الآن ذكرها فقد أصبحت رقما في سجلات ماضيه كمثلها ومن يدري أي قناعٍ سيضع فوق إسمي لمن تليني في أروقة قلبه الواسع جداً لآغدوا الجلاد وهو الضحية ...
دعاء ...تلك النحلة البائسة التي تنتقل من زهرةٍ لآخرى تمتص الرحيق فتنتج السم الزُّعاف لا العسل المصفى ـ
دعاء ...فتاة أحلامه سابقاً أحبها حباً عظيم ـ وأضحك من نفسي تماما كحبه لي ـ تفانى لأجلها منحها الكثير وهبها سنوات عمره ليفتح عينيه أخيرا على صوتها يهمس لرجلٍ آخر كما يهمس له .
هي صديقة لكل الرجال ـ تكلم هذا وتحب ذاك تمضي مع رجل وترمي حبال الهوى لآخر كانت صدمته بها كبيرة حد الإنهيار ـ ربما توازي صدمتي به صديق كل النساء ـ أورثته بالقلب سقما وكرها لصنف حواء .
أقسم على قلبه أن لاتفتح أبوابه لأنثى تعيث به فسادا ثم ترحل مستبيحة من وريده الدماء .
تلك التجربة جعلته بعيدا مُحَصّن القلب ومع هذا كنت أنا من دكت حصن قلبه لتجتاز أبوابه المغلقة بإحكام .
هذا الحب العظيم الذي فتك بشراييني إستولى على خافقي ما عدت أحتمله ما عدت أستطيع كبته لذا أخبرت شقيقتي عنه .
رأيت فيها صمتا لم أدرك بذاك الوقت معناه ...ضحكت فهي لا تريد أن تصدق
قالت أنني مجنونة متهورة صغيرة ومع هذا رضخت لمآساةٍ إسمها الحب ومن منا لم يقع فريسة لمخالبه تنهش أرواحنا وتمزق قلوبنا وجعا ورحيل ...؟!!
وكما أخبرت شقيقتي أخبر هو شقيقاته بأمري ...
لازلت أذكر حديث شقيقته باستغراب {كيف استطعت إستعادته من وحدته وقسم غربته ؟!
وقد حدثتني عن تلك الأفعى بقناع زهرة كما أنها لم تصدق أنني عشقت اسماعيل لذا هزتني بكلماتها حد الرحيل
ترى هل عمدت لإختباري ومدى صدقي معه ...؟يالها من حمقاء وما الذي يدفعني للكذب على رجل والتسلية به ومعه وأنا التي تخاف في كل رجل شياطين الإنس والجن جمعاء ...؟؟!
مرت الأيام وقد إزددت به تعلقا وله حب بت أشتاق لصوته همسه حتى رسائله ...
كثيراً ما خاصمته دون وجه حق ليأتيني بأبجدية جديدة يصوغ فيها الإعتذارات ويقدم تنازلاً تلو آخر حتى أصفح رغم أنني من تقترف الخطأ.
هو يدرك أنني كأنثى أحتاج لإشباع غروري وملء روحي بتضحياته ـ دار الآن براسي سؤال ...