يمتاز شعر الأسكيمو ببراءة كلماته وغرابة صوره، فهو يجوب تاريخاً قديماً مفعماً بالتقاليد والخرافات. لكن بدأ هذا الشعر، وتحت وطأة الحضارة المعاصرة، يفقد الكثير من حِسّه، فلم يعد رجل الأسكيمو يقضي أوقاته في الصراع مع الطبيعة من أجل سلّةٍ من الأسماك يغذي بها أطفاله، فهو قد شرع في استهلاك "الهمبرجر" الأمريكي ولم يعد في أوقات فراغه يحدّق في القمر المعلق في السماء خلف صحاري الثلج باحثاً عن "غزالة" قلبه ولكنه يقضي المساء بعينين نصف مغمضتين أمام الشاشة المرئية وبصحبة زجاجات الجعة التي شرعت تفتك بكبده.
******
1
أغنيةُ الصيّادِ العجوزِ
هذا أنا في فراغِ السنين
واقفٌ في أعالي جبال الجليد
منتظراً، وسط الظلامِ، مجيء "الغزالة"
ترى هل تجيءُ لقلبٍ عجوز؟
....
لأين تمر السنون
وتذهبُ بعد الغروبِ "غزالةُ" قلبيِ؟
ترى هل تراني
مثل يوم الصبا
يوم كانت ذراعاي مثل الرياح
وهي تطلق سهمي
لأبعد ممّا تراه عيون الشبابِ؟
ترى هل تعود
"غزالةُ" قلبي
لشيخٍ عجوز؟