لعنات وجروح~~~
رغم بقائه وأمواله وحيداً في هذه الدنيا لم يتوانى عن جلد حفيده بسوط الاستصغار والاستنكار .
فهذا الحفيد ابن ساعي البريد وليس ولداً لرجلٍ من أعمدة الدولة أو حتى أثريائها كما تمنى.
قسا عليه في طفولته وفي مرحلة الشباب الأولى لم يتردد في إذلاله أبداً والفتى شامخا يحتمل كيل الصفعات إلى أن اشتد عوده.
وقف قبالة رجل منزوع الضمير ربما ينبض بمحركٍ لا بقلبٍ كمثلنا هو يدرك أن الجد على جبروته خيلائه وتكبره وحيدا مكسور الظهر بلا مؤنسٍ ولا عون
ربما كان هذا سبب تصبر الفتى على جبروت الجد طوال السنين الماضية .
مد يده مصافحا مرددا جــدي
أشاح الجد بوجهه وملامح القسوة تعلو تجاعيد أحدثتها السنين الطويلة :
عليك اللعنة لازلت تحط من قدري بندائك هذا .
ابتسم الفتى ضم يده فارغة إلى قلبه :حسنا أظنك تذكر لقد رددت هذه اليد الممتدة لك مراتٍ ومرات في حين احتجتك وأنت في غنى
والآن تردها وتعلم أنني في غنى وتلمس في نفسك حاجتك لي على أنها رغبتك
سأمضي كما أردت ولن أحط من قدرك .
هكذا مضى في قلبه جرح حب وحنين لذاك المتعالي
طأطأ الجد رأسه :يالك من فتى تركتني للعنة الكبر تحرق ما تبقى من حطامي
وللحديث بقية ~~~:kn7[1]: