يُخصِّر خصرهُ بكفيّه ويرفع بصره إلى الأعلى حيث من يبتسم على الحائط ,
وشريط الذكريات مايلبث إلا أن يضرب بعصاه جدار القلب .
( التاريخ يحفظه جيدا ً كأنه بالأمس الخميس قبل الشروق بدقائق مممم الساعة 6 , سرق سيارة أبيه النائم حين اتفق مع أخته التوأم والأكبر بثلاث دقائق أن يذهبوا بعد صلاة الفجر إلى شاطئ الحمرا بجده و أمام مجمع الجمجوم لأن أبيه لا يذهب بهم إلى هذا المكان إلا في" السنة حسنة " . كانوا يحاولوا فعل كل مابوسعهم من لهو حتى يستطيعوا اللحاق بساعة كاملة هي كل مايستطيعوا المكوث , حتى أنهم تشاجروا حين رش الماء على ساق أخته ليضحك " عملتيها " و تلحق به على الشاطئ وكأنه لا أحد , والجميع لولا أنهم صغار قالوا انهم عاشقان , حتى أن عاشقان كبار على الشاطئ قالوا : لما لا نفعل مثلهم ؟! )
تمعن بالصورة أكثر وأبصر حادث العودة حين إصطدم رأسها بالزجاج الأمامي ولم تستطيع سرعة سيارة الإسعاف أن تسبق سرعة خروج روحها إلى أن سقط على الأرض بأنفاس جدا ً سريعة وشهقات تقول " أريدها الآن " حتى أنه أحس ببرودة الأرض تحته , و كأنه لا أحد إلا هو وحائط و أخته الكبيرة حين قال لها " إبتسمي يابطة أبي أصورك " .
لماذا نحتفظ بصورهم بعد أن نفقدهم !