الموضوع: الرهان
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-07-13, 04:22 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
 عبدالرحمن منصور  
اللقب:
الــوجــــيه
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالرحمن منصور

بيانات العضو
التسجيل: 21-10-09
العضوية: 2
المواضيع: 195
المشاركات: 1806
المجموع: 2,001
بمعدل : 0.38 يوميا
آخر زيارة : 27-04-24
الجنس :  ذكر
الدولة : السعودية
نقاط التقييم: 20956
قوة التقييم: عبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond reputeعبدالرحمن منصور has a reputation beyond repute


كاتب الشهر فبراير 2012 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 2,707
وحصلتُ على 1,278 إعجاب في 552 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالرحمن منصور غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : عبدالرحمن منصور المنتدى : قـطرات من شعراء وأدبـــاء العالم العربي والأسلامي والأدب المترجم
افتراضي

الجزء الثالث ..

وغشت سحابة من الهم والكدرمحياه إذ تذكر أنه كان يعد ملايينه فيما مضى من سنيّ عمره أما في حاضره ذاك فقد كان يتساءل بحسرة عما إذا كان عد ديونه فقد فاق حساب رصيده!
أضاع القمار والتهور وقاعات البورصة ما جمعه مستدرجاً إياه إلى الخراب والدمار ليحوله بذلك من ثري فخور واثق الخطوة غير هياب ولا وجل إلى مصرفي عادي يرتعد فرقا لدى كل انخفاض في السوق أو ارتفاع ..

-"ذلك الرهان المشئوم "!.... تمتم العجوز ممسكاً برأسه في يأس وألم
"-
لماذا لم يمت ذلك الرجل؟"
ما جاوز الأربعين.... لقد بلغ أشده وسيضع يده على كل ما أملك.. فيتزوج ويضارب بمالي في ردهات البورصة أما أنا فسأظل أرنو إليه في حسد ولهفة متسول مسكين ولسوف تطرق مسمعي ذات الكلمات كل يوم " أنا مدين لك بما اجتمع لي من ثروة وسعادة ،دعني أنفحك شيئاً!" .. كلا هذا لا يُطاق!"-قال المصرفي في كمد-"لن ينقذني من ظلمة الفقر والعار إلا موت السجين" !!

كان الجميع نياماً عندما دقت الساعة معلنة الثالثة فجراً .... وأصاخ المصرفي السمع فما تسلل إلى أذنيه سوى ذلك النحيب المؤلم لأشجار الخريف وقد جمدها الصقيع فهي تئن كلما داعب النسيم مكامن الشجن في أوتارها .. عندها هب واقفاً ثم تسلل إلى خزينته فأخرج منها مفتاح السجن الذي ما مسته يد منذ خمسة عشر عاماً ثم ارتدى معطفه وخرج......

كانت الحديقة باردة مظلمة والمطر ينهمر بشدة فيما هبت موجة أقضّت مضاجع الأشجار مجدداً ... وفرك المصرفي عينيه فما تبين في خضم الحلكة شيئاً .. ولما حاذى جناح السجين هتف باسم الحارس مرتين ولما لم يجب أدرك أنه قد وجد في المطبخ أو الحديقة المغطاة ملجأ من الماء المنهمر....

"-لو واتتني القدرة على تنفيذ مخططي لاتجهت أصابع الاتهام إلى الحارس دون شك"
وتلمس المصرفي العجوز طريقه في خضم بحر الظلمات حتى ارتقى درجات العتبه المفضية إلى جناح السجين ثم وصل إلى ممر ضيق فأشعل عود ثقاب وألقى على غرفة الحارس نظرة فإذا هي خالية إلا من سرير وموقد ... أما الأختام الموضوعة على مدخل باب السجين فكانت كما هي منذ وضعت

وعندما
خبا وهج عود الثقاب هز الانفعال جسد المصرفي وهو يسترق النظر عبر نافذة السجين الصغيرة"
في غرفة المحامي كان ثمة شمعة واهنة تحترق ببطء وكان هو جالساً وظهره إلى مسترق النظر ما بدا منه سوى شعر رأسه ويديه.. وعلى المنضدة والكراسي والسجادة انتشرت كتب مقلوبة كثيرة .. خمس دقائق مرت دون أن يُبدي السجين حراكاً! .. علمته سنوات السجن الطويلة أن يجلس كالتمثال دون حراك.. وطرق المصرفي النافذة بإصبعه فلم يحرك ساكناً.. عندها فضّ أول أختام الباب قبل أن يدير المفتاح في القفل وأحدث القفل الصدي صرصرة مزعجة ثم سمع صرير الباب وهو يفتح! ... وتوقع المصرفي أن يهب السجين من مكانه لفرط المفاجأة.. فيصرخ في ذهول ... لكن دقائق ثلاث مرت دون أن يطرأ على السكون الموغل في تجاويف الغرفة أي تغيير.. فعقد العزم على الدخول ..

أمام المنضدة جلس رجل غريب الهيئة.. فكأنما ودع منذ أزل عالم البشر .. كان هيكلاً عظمياً.. رق جلده حتى شفّ عما تحته أو كاد.. كان له شعر طويل أجعد كشعر النساء.. ولحية مغبرة شعثاء..أما لون وجهه فحاكى صفار التربة.. فيما غار خداه.. وتأمل ظهره فهاله مابدا عليه من طول ونحول .. وتلك اليد التي أسند عليها رأساً مشعراً.. لكم كانت تبعث على البكاء!.. كان مجرد النظر إليه يحرك في الذات أقسى مشاعر الشفقة والألم.. ووخط الشيب هامته.. وتسللت خيوط الكفن البيضاء على كاهله حتى لم يعد يصدق من يراه أن ذلك الشبح الواهن لما يزل في بحر الأربعين.. وتحت اليد المنثنية على المنضدة كانت هناك ورقة دُوّن بها شئ ما ..
"-يا للشرير التعس! أنه الآن يحلّق مع أطياف الكرى حالماً بما سيصنعه فور تلقيه المبلغ المتفق عليه.... ليس لي الآن سوى حمل هذا الجسد شبه الميت لألقي به فوق سريره قبل أن أطبق عليه بيدي ولن تظهر أدق التحقيقات أي أثر لوفاة غير طبيعية ولكن دعني قبل هذا أن أقرأ ما كتبه هنا"!





يتبع إن شاء الله.....












عرض البوم صور عبدالرحمن منصور   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ عبدالرحمن منصور على المشاركة المفيدة: