لم تكن تبعد المسافة ما بيننا
أكثر من لهفة شوق
ربما لهفتين !
أراها بعيني فؤادي ..
أقرب من حبل الوريد
تتحاوصني من شرفة قاصية في دارها
بسهل تهامة
ومد النظر ..
ضباب ، وبحر ، وأفق رحيب
يحدثني قلبي
أسمع نبضاته
يدغدغ شوقي إليها بهمس رقيق
- أيهذا الفتى أصطبر !
وما أنا يا قلب من الصابرين
ستطل قريباً بطلعتها الساطعة
فارعة القامة كمنارات زبيد ،
ستفتح لي بسمة في وجهها الأسمر
كشمس تداخلُ في الغيث
فوق الهضاب الخضيرة
فيا سعد عمري !
يغمرني الضوء شفيفاً
يُدخلني في ملكوت البهاء
أميراً على قلبها
أحلق فوق بساط الهوى
ممتشقاً كبرياء النخيل بوادي سهام
أوقد صوتي على لحنها
طرباً للقاء
فيسبقني الشوق
إلى الشرفة النائية
وها أنا ذا .. بعد الفراق الطويل
أجيئكِ مرتجفاً أنثر مكنون حبي
فلمي إليك حبات روحي
وغربة عمري
وفكي زماني من أسره
في ظلام العصور السحيقة
لأسري إليكِ طليقاً بعشقي