المنى ، مررت بالموضوع ، و لامست جلّ ما كتب أعلاه بحكم مهنتي ، لا شكّ أن المدرسة قديما كانت متنفّس و منهل يقبل عليه الجميع أساتذة و طلاب و بنهم كبير ، أذكر يا أخيّتي أني كنت أغير طريقي إذا لمحت أستاذي قادم ، و أخرج من المحال التجارية بصمت إن كانوا بها ،في القديم كان للأستاذ هيبة يفرضها سلوكه و يحفظها له المجتمع ، أما الآن فلا نكاد نفرّق بين الأستاذ و الطالب و كأن ثمّة حبكة محكمة استهدفت مدارسنا ، تغير المناهج و طرائق التدريس و فرضها فرضا على الأستاذ دون استشارته أو إشراكه و الكم العديد من الفروض و و المواد الإمتحانات الفصلية التي ترهق كاهل الطلاب و كلّ هذه الإصلاحات لم نجني منها سوى تعب الدماغ و مسمّيات جديدة لأشياء يعرفها كلّ أستاذ لأنه يعيشها و يطبّقها في القسم مع أبنائه منذ سنوات ، أرجع لأسئلتك أخيّتي لأقول إن السبب الرئيسي لعزوف و كره الطلاب للمدرسة يرجع إلىالسلطة التربوية في بلادنا العربية التي تلجأ كل عام لإستراد و فرض طرق تعليم و مناهج فصّلت و صمّمت على مقاس مجتمع غير مجتمعنا العربي ، هذا و رغم كل شيء يبقى على الأستاذ أن يستدرج طلبته و يطوّر هو الآخر مهارات إتصال و حوار للفت انتباه طلبته إليه و إعطائهم إنطباعا بأنّ هذا التعليم المزعج يمكن أن تكون شيئا رائعا ، هذا ما أردت قوله ، أخوك أنيس