رحيل إلى الحرمان
كان جالسا بالحديقة يحدق بالسماء يطرق لفكره العنان عندما باغتته بسؤالها...هل أنت نادم على ما مضى ؟؟
نظر لها نظرة قصيرة ثم اعتدل بجلسته ضاحكا متسائل:ماذا تعرف عنه حتى تظن به الندم؟؟
لم يدري أنه على أبواب قصة لن يتجرع منها إلا الحسرة والأسى
{عاد ينظر لوجهها بريء الملامح إذا بها تحمل في عينيها دموع قاسيه بدأت بالهطول كمطر لن يتوقف ما لم ينتهي هو أو حتى نزيف الجرح الغائر بصدرها....
كانت أكثر جرئه مما ظن أوسع مدى وخيال لتستوعب أحزانا فوق أحزانها ...
أخذته الدهشة وسألها بتردد:أي إعصار حملتيه لي كي يجرفني بعيدا عن كل ألآلام التي تقتلني ؟؟؟
بدأت بالحديث الذي استنكره بل ورفضه: أنا ضحى أدرس مادة الطب أحضر لدراسة التخصص أمضيت أربع سنوات بالجامعةأكد وأجهد نفسي لأنجح .
طلب مني بحث أجريه لأنتقل من مرحله دراسية إلى أخرى كانت مادة بحثي مصابا بالإيدز أتابع تطورات مرضه ومدى تجاوب جسده مع العلاج إضافة إلى قدرت تلك الجرثومة على تخطي المستحيل لتصبح وباء يحصد أرواح الملايين .
بداية توجهت لمركز المكافحة حصلت على وثائق وبيانات مسجله ومعلومات تفي بغرضي على أني أردت أن أعاصر المرض وليس حامليه .
ذهبت لمصحٍ أنشئ في لبنان لتوه على أن إحساسي بأني غريبة بين أشخاص رأيت في وجوههم الخوف من القادم والرغبة بالهروب إلى الماضي جعلني أعود مترددة فكرت برفض البحث على أن شقائي أتى بي إلى هنا كممرضه...
طلب إلي اختيار واحد ممن بدأت ألأعراض بالظهور عليهم
على أن عقلي قلبي وروحي جميعهم رحلوا باتجاه آخر صار يشغل فكري شيءقد لا يخطر لك ببال ...
شهرين في هذا المصح وأنا أراقب شخصا واحد تبدو عليه عزيمة الأصحاء ترى على وجهه ملامح سرور ورضا لن يتواجدن في مقبرة للأحياء كهذه
على أني لم أسأل من يكون وما هو سبب وجوده؟
\
\
يتبع
تم النشر سابقا