بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زرت اليوم قريب لي يرقد بالمستشفى ، وعند جلوسي مر من جانبنا أخو المريض (يدف ) رجلاً مسن على عربة فقلت لمن بجانبي المريض ماذا يفعل فلان مع ذلك الرجل ، فقال لي أن ذلك المسن لا يأتيه أحد للزياره وهو راقد هنا منذ أيام وأخوي يحاول أن يسليه ويخرجه من الغرفه ليتمشى به قليلاً وها هو يعود به لغرفته التي بجانبي ليرقد على سريره ، فذهبت للغرفة المجاورة فوجدت المسن على سريره وبجانبه إبن عمي فسلمت على المسن وقبلت رأسه وقلت مبادراً بــ ياعم كيف الحال فتهللت أساريره بمن أنت مفتكراً بأني ربما أحد أقاربه فرد عليه قريبي قائلاً هذا إبن عمي أتى لزيارة أخي ، فكانت الصدمة بأن حاول تقبيل يدي فما زال ممسكاً بها فسحبتها فقال أنا بخير وبلهجة بسيطه ( يابعد وجهي أبوي أنت ) الله يحفظكم لوالديكم واخذ يدعوا لنا بأدعية والله لو علم أقرباؤه بها لأتوه كل يوم ليسمعوها ولكفتهم ، وبعدما سحبت يدي وبدأ هو بالدعاء خرجت مسرعاً لأني لو جلست دقيقة واحدة أخرى ربما بكيت فلم أستطع تخيل محاولة من هو أكبر من أبي يقبل يدي ربما أنا بعمر أحفاده ، وبعد خروجي لحق بي إبن عمي وقلت له ما هذا يارجل فقال هذا المسن منذ وقت هو هنا ولا أحد يأتيه وهو معلم متقاعد وأبناؤه يعملون في مراكز مرموقه ، يقول يخبرني على لسان العم المسن أنه كل يوم يخرج جواله ليتصل بأحدهم ولكن كبرياؤه يمنعه وأن العم قبل فترة عندما (صدم ) أحد أولاده الصغار بسيارته باع هو سيارته ليشتري له سياره ، وأنه كل ليلة يستيقظ خائف على أحدهم من حادث أو ما شابه ، يالله تبقى رحمة الوالدين
أحبتي ما دعاني لكتابة هذه السطور الإرتجاليه هو تأثري بذلك الموقف فربما هو أكثر موقف أثر بي وخاصة عندما حاول تقبيل يدي ياناس أيعقل ان يكون هناك أناس بهذه القطيعه الرجال ما ناقصه مال وأموره طيبه ولم أجد السعادة على محياه ، فعلاً ليس المال كل شيء ، أيها العم لن أنساك ما حييت ، وعوضك الله ما فقدت من بر أولادك الجنه
اللهم أرزقني وقارئ هذه السطور بر والدينا وبر أولادنا
بنا ياحي ياقيوم