أنا لستُ امرأةً لطيفة.
هذه إحدى الحقائق الأساسية بخصوصي.
ليس لديّ مشاعر تتعلّق بالشّفقة أو التعاطف، لا ، صوت عقلي المنطقي الجائر يطغى على صوت قلبي، في الحقيقة؛ قلبي مضخّة خالصة، ومركز الإحساس عندي في معدتي على الأغلب.
ربّما لهذا لا أجيد الحبّ، لا أجيد عَيشه، ولا أجيد الحديث عنه.
لكنّي أُجيد الغضب، أُجيد أن أكون متطلّبة، وأجيد إثارة الزوابع، وإدارة الأزمات بعد خلقها. أقتات التّعب، وأعيش على التوتّر.
والدتي رحمها الله، كانت تطالبني في سنوات مراهقتي أن أتابع مسلسلا ما، أو ربّما أحنّ عليها بدندنة أغنية. بدلا من اعتكافي في مكتبة أبي رحمه الله هو الآخر. مقياس الأنوثة عند أمّي متمثّل بفستانٍ و رغبةٍ في عيش الأدوار الرومانسية.
حسنا؛ هناك سبب أنّي لستُ كذلك. الحياة التي كانت بانتظاري، لم تكن فتاة رومانسية حساسة لتنجو منها.
لكنّي وفي اليد الأخرى، امرأة دائمة الحنين ، لا، لا أحِنّ إلى أشخاص ولا أماكن.
أحِنّ فقط لأوقاتٍ في بدايات عمري المُبكرة جدا، حيث كانت أعقد همومي هو اختبارٌ مدرسيّ.
أنا أحِنّ لأوقاتٍ ، لشدّة قِدَمها صرت أظنّها محض تصوّرات.
حسنا، عليّ أن أعترف بأنّي أجيد الطّبخ، وهذا يمنح مركز الإحساس عندي سعادةً غامرة - يوميا - .