الموضوع: ذكريات ورديه
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-10, 09:21 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
 عبدالله الكثيري  
اللقب:
:: قلم جديد ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية عبدالله الكثيري

بيانات العضو
التسجيل: 01-03-10
العضوية: 91
المواضيع: 29
المشاركات: 67
المجموع: 96
بمعدل : 0.02 يوميا
آخر زيارة : 03-01-12
الجنس :  ذكر
الدولة : الإمارات - أبوظبي
نقاط التقييم: 90
قوة التقييم: عبدالله الكثيري will become famous soon enough

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 0
وحصلتُ على 8 إعجاب في 8 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبدالله الكثيري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي ذكريات ورديه

عند الساعة الثانية عشر من منتصف الليل ، وبعد أن أسدل الليل ستاره وكادت الطرقات تخلو من الماره .. بلمساتٍ هادئةٍ حذره فُتح الباب بكل بطئ وتوجهت الأقدام


ممر على جنباته أبواب مغلقة يسود الصمت والنوم العميق ممن هم ورائها


في هذه اللحظات وخطى ريــم تحذو قدماً وبهدوء حزين تلامس قدميها درجات السلم للطابق السفلي متوجهةً بمفتاحها لمركبتها الوردية التي لها وقعٌ في نفسها


إنها ليست مركبة فحسب .. بل هي بحرٌ من ذكرياتٍ جميله لا تستطيع نسيانها .. بل لا تريد نسيانها

صوت المحرك سنفونيةٍ عذبة




لها وقع في أذنيها يسري لقلبها الجريح ليداوي ألامها وعصارة دموعها

تخترق مركبة ريم الإشارات الضوئية وهي تبحر في أحلامها الوردية وذكرياتها الجميلة




توقف مركبتها على علوٍ شاهق وبين الصخور لتلتقي عيناها والتي ملئت بالدموع وهي تحضن أمواج البحر في سكونه الرائع على غير عادته وكأنه يترقب قدوم ريــم ليناجيها كما تناجيه


نسماتٌ هادئة .. نسماتٌ باردة تداعبُ كل خصلةٍ من شعرها الناعم الذي إشتاق لأنامل كانت تغذيه من حنانها


أنامل كانت تلامس عبراتها .. أين هي ؟! إني مشتاقةٌ إليها


أريدها الآن


عبارات وكلمات ممزوجة بدموعها


تصول وتجول على شفتيها وهي تناجي أمواج البحر وهديره


كأن البحر يبكي لبكائها يسبحُ في أمانيها .... لكن


لا تجد ريم ما تتمناه وتنشده وكأنه خيال أفُل شمسه وغاب بريقه طويت أوراقه بين سطور الزمن ومع ذلك لم ولن تنمحي من قلب ريم الجريح


آهٍ ... آهٍ ... يا من أحب لو أني .. لو .. لو


كانت هذه نبضات قلبها طُرزت على شفتيها وهي تناجي أمواج البحر العظيم

إلتف الهدوء بحزنه وسكون الليل بسواده على محارم ريم الورقية وهي تمسح عبراتها




تتوجه لحنانها ممتطية صهوتها الوردية إيذاناً بالعودة لمنزلها


مرة أخرى تخترقُ ريم الإشارات الضوئية وهي تحاول كبح جماح صهوتها الوردية لكي تزداد مضياً في أحلامها


يغُلق هدير المحرك وتنطفئ أنواره


تتثاقل خطواتها نحو المدخل


وجه شاحب وعينين ذبلاوتين وصوتٌ كان بالأمس ندياً طريا


كفٌ يرتعش عند ملامسة الباب


منظرٌ يفاجئها عند دخولها


أمها بحنانها وصبرها كانت تترقبها وهي جالسةٌ على الكرسي

ريـم : أمي !! السلام عليك ، لم أنتِ هنا ؟ ألم تنامي ؟
أمها : وعليك السلام يا ريم ، وكيف يغمض لي جفنٌ وأنت على هذا الحال
أسرعت ريم لحضن أمها ونشيج صدرها يزلزل زوايا المكان




دموع تنسكب على صدر أمها


ريم : لا أستطيع نسيانه يا أمي ، لقد كان لي الزوج الحبيب والصديق القريب والأب الحنون .. لا أستطيع .. لا أستطيع


بكاؤها يغلبُ عباراتها

أمها : إن قدر اللهِ كان مكتوباً يا حبيبتي .. ، لقد مضت سبعُ سنوات على رحيله من الدنيا ، وأنت على هذا الحال يا صغيرتي ، ألا ترحمين فؤادي وفؤاد أبيكِ ؟؟
ريـم : واللهِ لقد يئست من شدة المحاولة ولكن ذكراه راسخة في قلبي وعقلي




أمها : أود يا صغيرتي أن تشتري مركبة غير مركبتك هذه

ريـم : لا .. لا .. مستحيل يا أمي إنها روحه التي بين أضلعي ، وكيف أفكر ببيعها وهي أغلى هدية أهداها لي قبل وفاته بعام .. لا .. لا مستحيل
أمها : هدئي من روعك يا صغيرتي ، فلا أملك لك سوى الدعاء بالصبر والسلوان




*****************************************



أعزائي ...

هذه دموع ريم أنسجها لكم بين أسطري يخالجها ذكرياتٌ جميلة إلتف الوفاء بحباله على قلب ريم ، فلا نملك سوى الدعاء لها ولطفليها عامر وسعاد اللذان يحملان إسمه





دمتم بــ 1000 خيــر

 

لا يسمح بنشر هذا الموضوع إلى المواقع الأخرى الا بذكر اسم صاحب الموضوع ومصدره الأصلي ../ الـموضـوع ://: : ذكريات ورديه     -||-     المصدر : قطرات أدبية     -||-     الكاتب : عبدالله الكثيري














توقيع : عبدالله الكثيري

عرض البوم صور عبدالله الكثيري   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين آرسلوا آعجاب لـ عبدالله الكثيري على المشاركة المفيدة: