الوردة
لم أدرك يومـاً أني سأنثر أوجاعاً حفظت آلامها في صــدري سنيــن دون أدنى شكوى
و تركت الجروح تنزف وأدرتُ ظهري عنها دون القدرة حتى على معالجتها
فلست أقوى الالتفات للماضي لكف النزف لئلا تصادف الذاكرة أياً من أوجاع تلك الرفقة وتخر طريحة آلام أعاقتها مــدة من الزمن
كنت أصارع الموج وحدي آبية تصديق دلائل بُعدها وتمسكت بخيوط صداقة أصبحت هشــة.. تشبثت بها ولم ألبث إلا قليلاً حتى انقطعت بي وتركتني غريقة بين أوجــاع وصــدمة...
حينها آثرت نفسي بعد أن ظلمتها مــا يكفي .. ودون إرادة والله فقــدت القــدرة على الحب النقي السابق.. على التحمل وإذلال النفس... وعلى الإلتفات للماضي.. وعفتُ الوصــال.. فصُدِمَت هي بقــسوة لم تعهدها منـــي يــوماً فدائماً مــا كانت المبــادرة مني بالرغــم من مرارة التجاهل...
لا أُنـكر أن القلب لا يــزال يحفظ شيئاً من حبــها لكــن الصــد حل محـل الوصــال كثيراً... قبلت دعوتها تجنباً للنفس اللوامــة ولا أزال وإيــاها على اتصــال... لكـن وللأسف خال من المشـاعر بالنسبة لي...
في الوقت ذاتــه وبالصدفة ... استعدت صحبة طفولة حرمني منها الزمان ما يزيد على ثلاثة عشر عاماً ... صحبة لطالما تمناها كلانا فاللهم لك الحمد.. وسبحان خالق هـذه الدنيـــا!
....................
الــوردة..
حينمـا زفــرت بأوجاعي هنـــا خفت من الشــعور بالذنب نحو إخــراج ســرٍ من بئــر عميقــة...
لكني أدركت أنها فجـرت أوجــاع كثيرة.. آن للنفس أن تستريح منها و ترمي بها هنا.. لعلها تخفف عن تلك القلوب الضعيفة التي تحملت مــا يفوق طاقتها...
مــا يهم هو الراحة من الألم .. ولعل مــا قرأتٍِ وما كتبتِ كان كفيلاً بذلك
أدام الله القرب بيننا ... وتأكدي أن القلب يحمل لك وداً ربما لم تعلمي به من قبل