[align=center][tabletext="width0%;"][cell="filter:;"][align=justify]لا أدري هل أسرد وجهة نظري أم أقف وأشاهد بصمت فماذا أرى ! وماذا أقرأ ! وما الهدف! وما النتيجة! ...
قليل يعي روحًا تسرد لروحٌ أخرى، وقليل يفهم منظرًا خلى منه الكلأ والشجر والنهر وما بقي من بذرة حياة.
كأننا أعتدنا الحياة بكل معطياتها فإن لم تكن هناك معطيات سخرنا وجزعنا وقلنا ( لا يوجد شيء هنا فلنرحل ).
كنت في وقت من الأوقات أقرأ قصة رسام مشهور، سطع نجمه في سماء، فلقد كان يرسم من وحيٌ يأتيه، كأنه يكتب قصيدة ما، وفي إحدى الأيام وفي ساعة نقاء، وجد فكره فارغًا ( كفكري الآن )، وجد نفسه في مساحة خالية، لا هواء فيها، ولا ماء ، كانت الرغبة عالية جدًا لرسم شيء ما، لكنه عجز عن ذلك، لعدم وجود ذلك الوحي الذي يلهمه دائمًا، كان العجب العجاب !! فلقد أنتجت يداه في هذه اللحظة لوحة بيعت بالملايين، بل مدادها بقي لسنين، أتعلمون ما اللوحة ، إنها لوحة بيضاء مدون عليها تاريخ الإنتاج فقط واسم الرسّام، وحين تحليل ( ما اللوحة )، كان الجواب ( لقد أوجدت للفراغ فنًا ) .
عمق عجيب، بل هوسٌ أدّى إلى الجنون، لكن ما علاقة كاتبنا بذلك الرسام ؟.
لا أجد إلا عبارة ( الفراغ )، وإن كانت فكرة الكتاب مقتبسة من فكر أخر، فما الملامة هنا (فالحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها).
عجيب أمرنا حينما نجد الغريب، نرده كما هو باستنكار وتساؤل .!
فلو تعمقنا قليلًا، في قطف فائدة ما، لوجدنا الكثير من ذلك الكتاب منها مثلًا:
* الكتاب وضع للإيحاء بأنَّ كلٌ منا بإمكانه خط كتابه، ونشره، وبيعه ...
* الكتاب وضع للإيحاء بأنْ تتخيل بأن هذا كتابك فلتضع فيه ما شئت دون حرج ما ....
* الكتاب وضع للإيحاء بأنْ تتأمل في الفراغ وماذا أنت فاعلٌ به، هل تخط فيه مدينتك، هل تضع فيه بصمتك، هل حاولت إملاءه، هل وهل وكم من هل تتعجب حينما تستوحي أفكارك.
* الكتاب وضع لقراءة ذاتك وكأنه يعكس صورتك ويريك من أنت بالضبط ؟
هذا الكتاب كان الهدف منه مخاطبة شريحة معينة من المجتمع، وبالنظرة الإيجابية نظرت له، فإن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فمن الله .
ولعل الله أن ينتشلني من بؤرة الجهل، لكي أراجع أوراق حياتي وماذا كتبت فيها أمجدٌ ما؟ أم فراغ؟
تحية وتقدير لكم
أخوكم
علي آل علي[/align][/cell][/tabletext][/align]