اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن منصور
الأدب العاري أو تعري الأدب من الأدب
ليس جديداُ علينا هذا العنوان
وفي الحقيقة لست ناقداً ولا مفتياً ولا محللاً ولا محرماً
ولا غير ذلك أبداً ....
ولكن بكل تأكيد أنا إنسان
أملك رأياً أودُ أن اطرحه
وعندي قناعة مؤمن بها
ولدي ثوابت أرتكز عليها
وكل هذا يدور في عالمي الخاص وفي فلكي الصغير
أما عن الإباحية في النصوص فمهما كانت المسوغات وراءها ومهما طالت وعرضت حجج الدفاع عنها
فلا أرها سوى نفثات نفس كاتبها ومخرجات ثقافته الأدبية والإجتماعية والفكرية
وما إلى ذلك من المزيج المركب الذي يشكل ثقافة كل إنسان
فمن غير المعقول ومن غير المنطق أن نفصل النص عن الكاتب بشكل كامل
أو أن تكون مخرجات القلم بمنأى ومعزل عن تفكير الكاتب ورغباته النفسية وثقافته بشكل عام
فالنص الأدبي شعراً أونثراً أوقصة أو رواية وما سواها
مزيج مركب من ثقافة الكاتب الدينية والاجتماعية والأخلاقية و النفسية
وغير ذلك الكثير من الخامات أو الأرضيات التي يرتكز عليها النص الأدبي ويقوم
فليس هناك كاتب بلا ثقافة
كما أنه ليس هناك نص لا يعكس هذه الثقافة
أياً كان نوع هذه الثقافة وأي كان حجمها
وقد يغلب جانب على جانب أخر من هذا المزيج المركب
فنميز حينها ما بين أدب إسلامي أو سياسي أو اجتماعي أو عاطفي .. آو أو أو .. إلى غير ذلك من التصنيفات الأدبية
ولكن قد يقول البعض بأن الكاتب جنح للخيال والخيال لا حدود له
ولكن الحقيقة أن خيال الكاتب مهما كان رحباً و واسعاً هو الأخر نتيجة حتمية لمدخلات ثقافة الكاتب
عدى عن ذلك فالكاتب الملتزم يضع لخيالة حدود لا يتجاوزها ..لا تقل صرامة عن حدود واقعه وحياته
( إذا فالنص الأدبي في حقيقته ليس إلا مخرجات لثقافة كاتبه إن لم يكن خلاصتها )
والنص الأدبي بحد ذاته مكون من قطبين أساسيين لا يقوم بدونهما ولا يكتمل :
( اللفظ والمعنى )
فالمعنى هو روح النص الأدبي
والفظ هو جسد لهذه الروح
وقد تقع الإباحية في أحدهما وقد تقع في كليهما
- ونحن غالبا لا نتعرف ولا نعترف بإباحية النص الأدبي
إلا حين يكون إباحياً لفظاً ومعناً
والإباحية هنا واضحة يستطيع الجميع أن يراها بكل وضوح
ويتعرف عليها ولا يمكن إنكارها بأي حال من الأحوال
وهذا النوع من الكتابة قليل ونادر ... لأنه عاري بشكل فاضح وواضح
وهو ممنوع في جميع المنتديات والتدوينات والإستضافات خصوصا العربية منها
- وقد تقع الإباحية في اللفظة المفردة ويسلم منها المعنى.. وهذا نوع أخر من أنواع إباحية النصوص
وهو حكم لا يتوصل إليه إلا من يحترم المفردة ويرفع من شأنها وشأن نصه وقلمه أن يسقيه من قاموس الإثارة الجنسية
بغض النظر عن المعنى الذي يريد الوصول إليه
فليس هناك أي مسوغ لأي كاتب أن يصل إلى معناه الذي يريد من خلال ألفاظ غير أخلاقية أومدغدغة الغرائز الجنسية
ومثل هذا النوع كأن يعنون بعضهم نصه " سوف اتعرى لكم فوق الورق "
المعنى هنا أن الكاتب يريد أن يكون في قمة الصراحة والوضوح والشفافية في كل ما يكتبه ولكن هذا المعنى عُبر عنه بلفظة " التعري "
ولا يليق بكاتب يحترم ذاته قبل ان يحترم قلمه ان يورد معانيه على هذه الشاكله وبهذه الطريقة
فما بالكم لو اتى هذا العنوان لكاتبة وليس لكاتب .؟ هو مخجل حقاً
وهذا هو النوع المنتشر والمستشري بين بعض المواقع وبعض الكتاب الذكور منهم والإناث وقليل جداً من يحاربه أو يمنعه ...
- وقد تقع الإباحية في المعنى فقط دون المفردة - وهذا أخبث الثلاثة وأشدها غموضاً
ولا يمكن التعرف عليه بسهولة
فالمفردة بحد ذاتها نقية وسليمة ولكنها تصب في خدمة معنى غير أخلاقي يتشكل هذا من خلال السياق العام للنص
وهذا النوع ايضاً قليل ونادر أو لنقل أنه غامض ولا يمكن التنبه إليه بسهولة .. وليس بالسهولة أن تُدين فيه صاحبه
لأنك سوف تدخل معهُ في موضوع النيات والمقاصد ... والذي يصعب جداً اثباتها أو يستحيل ذلك
نقطة أخيرة : إباحية النص بأي نوع كانت وبأي طريقة تكون
لا يجنح إليها إلا الأقلام التي بدأت تشعر أن بريقها بدأ يخبو ويخفت
فتتعرى أكثر وأكثر لكي تحظى بحضور وقبول الجمهور وتصفيقهم
فهي كتلك الراقصة التي كلما كبر بها السن وتجعد وجهها وخفت بريق عينيها كلما زاد تعريها
ولكن مع مرور الوقت ستجد أنها فقدت أخر خيط كان يسترها كما فقدت أخر من كان يغريه تعريها
فلا هي التي عاشت شريفة .ولا هي التي ماتت عفيفة ..،،
أسأل الله العظيم أن يسترنا جميعاً دنيا وآخرة
فكلنا ذو خطأ وكلنا ذو زلل وليس فينا من يخلو من العلل
ولكن أعظم الخطأ أن تكابر وتجاهر وتفاخر وتصر على الخطأ
//
مـاريـا
يشرفني ان اشاركك هذا النقاش وهذا الموضوع
وأشكر لك هذه الصفحة الجريئة
والحمد والفضل لله أن في قطرات أدبية لا أثر لهذا النوع من الكتابات التي لا تليق
وهذا مرده لوعي وفهم كتاب قطرات أدبية وأحترامهم لذواتهم قبل أن يحترموا الآخرين
لك وللجميع كل تحيتي وكل الاحترام
|
أستاذي الفاضل عبد الرحمن
شكرا لك لاثراءك الموضوع
وحضورك البهي لا تعليق بعد هذا الزخم الفكري لك
تحياتي لروحك