عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-17, 02:08 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

المشاركة الثالثة :


سرطان الطرق
بقلم : متاهة الاحزان

ما أن هبط من السيارة حتى بدأ يسابق الريح جريا في أروقة المشفى بحثا عن قسم الحوادث حيث يجب أن يكونوا يجري ولا يدري في أي قسم هو , ولم يستوقف أحدا للسؤال فأبواق السيارات لازالت تملأ رأسه ونفسه ضجيج عينيه لا تريان الا حشدا من الناس المنتشرين بعشوائية كلٌ يحاول المساعدة ما إستطاع ربما توقف البعض بداعي الفضول لمعرفة ماجرى وكيف وقع هذا الحادث الأليم.

اصوات بكاء من هنا وهناك وأشخاصا لم يرا وجوههم من قبل ينفضون أيديهم وكأنما يزيلون عنها بقايا غبار حياة مضت إلى الفناء وحناجرهم تلهج إنا لله وإنا إليه راجعون نعم سنعود له ذات يوم ولكن هذا كذب هم لم يرحلوا ...فأنفاسهم تملأ روحه عطرا وقلبه دفئ أخيرا وجد نفسه أمام غرفة العمليات العيون باكيه والنفوس تترقب بحذرٍ شديد والبعض يرمقه بنظرات إشفاق أطال النظر في وجوه الحاضرين لا شيء يشي بالأمل فهل ماتوا حقاً؟

حاول السؤال لكن غصة بالحلق منعته ...ليست الغصة وحدها بل الرهبة أيضا الخوف الشديد من خبر لا يطيق سماعه مع أنه يراه في وجوه الحاضرين.

تراجع للخلف بضع خطوات وكأنه لم يجوب اروقة المشفى كالمجنون بحثا عنهم ...فهل هي رهبة الموت من دفعته حتى يسقط على أحد المقاعد يغالب الوساوس والخوف المطبق على قلبه
أخيرا أمسك رأسه بكفيه يحاول مواساة نفسه لا يدري لماذا قفزت إلى ذاكرته صورة ولده الأكبر صباحا حين إنحنى يقبل رأسه طلبا للرضا ممازحا باسم الوجه ...ألن تسامحني على سهرتي الطويلة بالأمس ...ألن تبتسم لي قبل أن أغادر{ بقي على حاله} حسنا إذا كنت غاضبا حد اللا رضى فإني سأطر للرحيل أسفاً تذكر كيف حدق بوجه إبنه متسائلا بصمت ليتابع الأخر بنفس الابتسامة الودودة ألن تسامحني إلا إذا رحلت ؟ لوح بيده مسلما وخرج إلى عمله نفض رأسه وقد هربت الدموع من عينيه : سامحتك ياحبيبي فلا ترحل.

مسح وجهه مهللا مكبرا ثم عاد يتذكر قبيل خروجهم بساعة واحدة أتته فتاته المدللة تطلب المال لتشتري ثوبا جديد تحضر فيه حفل صديقتها ابتسم بحنان : يال ولعها بالثياب الجديدة ... لا يدري لماذا أصرت على شراء ثوب أبيض وقفز إلى رأسه سؤالٌ آلمه ... أتراها شعرت بالموت يدق أبواب صباها ...؟

إنتفض لاعناً للشيطان ووسوساته متسائلاً لماذا اختارت التسوق برفقة شقيقيها هي بعد وفاة أمها لم تخرج للتسوق إلا معه فلماذا اليوم مضت معهما بإصرار منقطع النظير.

بتلقائية تذكر ولده الأصغر في مقتبل العمر لكن أحلامه كبيرة طموحاته للمستقبل لا تعترف بالحدود ولا تتقوقع أمام واقعنا المرير لكنه منذ فترة لم يتحدث عن المستقبل إستوطن الحزن عينيه ترى هل وفاة صديقة لازالت تحفر أخدودا في صدره صديقه صارع مرضا عُضال حتى صُرِع في النهاية
نفض رأسه مهللا: لا حول ولا قوة إلا بالله انه مرض خبيث ماهذا السرطان القادم نحو البشرية كوحشٍ أعمى فاغراً فاهه لا يشبعه الكم الكبير ممن التهمهم .

كان يحاول الفرار من ساعات الانتظار الطويلة ... جمع قواه الخائرة ونهض يتوضأ فيصلي لعله يطرد هذه الهواجس وتسكن نفسه الملتهبة خوفا وحسرة.

عاد من المتوضأ على صوت الصراخ والنحيب اقترب ببطء يسأل بصمت نظر للطبيب برجاء
فردد بأسف : انه سرطان الطرق ... قضوا جميعا في هذا الحادث.

سقط أرضا مستلما لغيبوبة قصيرة ليفتح عينيه على أحد الاسرة البيضاء بكى ممسكا بيد شقيقه ... أرأيت ياأخي أسمعت ياسندي إنها الطريق قد إبتلعتهم جميعا بلا رحمة إنتزعتهم من صدري لتلقي بهم في بطن الأرض تركوني وحيدا عاري الصدر كشجرة تجردت من ثوب شبابها يباسا تنتظر فأس الفلاح تقطعها .

ربت شقيقه على كتفه مهللا والدمع يخنقه فلا كلمات تواسي رجلا فقد عائلتة بساعة واحدة والقاتل الماثل أمام الجميع لا يحاسبه أحد ولا يقدر عليه قانون.

انتهى ،،












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس