عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-17, 02:01 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

المشاركة الثانية :

بائعة الورد

روح الياسمين


استيقظت وأطلالة يوم جديد ,غادرت سريرها متجهة خارج المنزل الى "جنتها الصغيرة" لتنعم ببداية نهار معطرة بشذى الورود المتفتحة هناك حيت تزواجت الوانها البراقة مع اشكالها البديعة لتسطر بكل احترافية لوحة زيتية صاخبة يصعب محاكاتها.

ودعت كوخها الخشبي حاملة معها سلة مملوءة ترجو من ورائها كسب بضع نقود لتشتري ما يلزمها من حاجيات. بدات طريقها سيرا على الاقدام فهي اعتادت ذلك منذ سنين لكونها وحيدة لا زوج ولا ابن ولا قريب يعيلها تعمل لتعيش من عرق جبينها.

غاصت ببحر ذكرياتها تستعيد مامر فبعد وفاة والديها لم يبق لها سوى اخ هاجر خارج البلاد ملاذا من الفقر وبغية العيش الكريم. لتقبع هنا رهينة لمصيرها المتواضع , بقوة اصرارها استطاعت ان تسايردروب الحياة وتكتسب خبرات جعلت منها امراة صلدة لا تهاب المجهول ورزينة بحكمتها ورجاحة عقلها وما زاد من عظمة شخصيتها ما تحمله من مشاعر دافقة تغدق كل متعطش يلامس قلبها الحنون فالكل يعرفها في الحديقة العمومية باسم"بائعة الورود".

وصلت الى مبتغاها فأطلقت زفرة من اعماقها معلنة بذلك بداية جولة عمل بحثا عن زبائن لبضاعتها النادرة ;تخطو خطواتها بتأن وعيناها تتفحص ملامح الجميع :هذه ..وهذا… وتلك… علها تعثر على فرصة سانحة لبث املها ;اثار استغرابها فتاة ناعمة بجمالها وهادئة بطبعها تنظر للشارع بحزن وقلق شديدين كانها تنتظر احدهم ,هنا ابتسمت بائعة الورود لانها وجدت ضالتها اقتربت منها وبخفة ملحوظة اعطت الفتاة وردة خضراء وبكل دفئ : "خذي الوردة واستخلصي من رحيقها الرجاء والصبر حتى ترتوي صحرائك بحب نقي نقاء قلبك"

اومات الفتاة برأسها ممتنة للبائعة ووضعت بيدها بعض النقود, لكن بصرها لم يفارق ما تمسكه بكلتا يديها كأنها في بوح مهموس لايدركه غيرهما.

بالحديقة زوايا كثيرة توفر لزائرها هواءا نقيا يصبغ على روحه انتعاشا لطيفا وظلال ممتدة تقي مرتادها من اشعة حارقة وتحت احد الاشجار الباسقة بقامتها كان هناك من يعيش خلوة مع اصدقائه, فذاك الشاب القابع هناك يغازل الورقة بخطوط من قطعة فحم مستلهما اشجانه ; فعكس صمته انكسارا وسوادا لطخ صفائها .اقتربت منه ببطء لاستقراء خربشاته الفحمية, مكثت لحظة وجيزة تبحث عن نقطة تحول فأودعت وردة حمراء فاقع لونها على رسمهة مما اربك الشاب فنقل بصره بين البائعة والوردة لتعلوعلى محياه علامات الرضا مدركا قصدها...فالحياة ليست سواد مطبق أبدي بل تشيكلة من ألوان مختلفة وأبرزها لون الحب الذي يرمز لما يسري بعروقنا.

تابعت سيرها فالسلة لم تخلو بعد من البضاعة, شاهدت على مقربة منها مجموعة من الاطفال الذين ينضحون شقاوة لا يرجون غير اللهو والمرح فاستبشرت بهم خيرا فأبت ألا أن تجازيهم على انسجامهم حيث وزعت عليهم ورودا زرقاء تجسد بقوة الروح المرحة التي يمتلكونها وترسيخا لمشاعر البراءة في نفوسهم أبد الدهر.

أشرف موعد الغروب ولم يبقى لبائعة الورود سوى وردتين بنفسجيتين كأنهما نجمتين لا معتين بالأفق تسألت هل ستكونا بذرة تغرس بأفئدة ظمانة سيولا من مشاعر دافقة ????
فالورد لم يكن يوما مجرد وريقات تحمل رحيقا بين طياتها !!!!! ولم يكن زجاجة عطر تشذونا نسائم طيبة وتلقى عند اخر قطرة !!!!
بل منطوقات تتقاذفها حروف أسكرتها احساسيس متأججة وأماني مبعثرة على مسامها ندى الايام.

التفتت البائعة صوب زوجين يمشيان بصحبة رضيعهما والسعادة رابعها فسحرها منظرهم المثالي ودعت بسرها ان تستظلهما سحابة الأخلاص من دون ان تهمس بكلمة أمدت كل واحد منها وردة بها يحفظان العهد ويظلان أسطورة خالدة لصدق الوفاء.












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس