أكثر من 197 أثراً إسلامياً, تتقسم بين المساجد والقباب والقصور والتكايا والزوايا والمدارس والأسبلة والأبواب... إلخ, وتعود إلى مختلف العصور الإسلامية.
ويُعَدّ من أهم الآثار الإسلامية في
القدس المسجد الأقصى والذي هو أولى القبلتين وأحد المساجد الثلاثة الذي تشدُّ إليها رحال المسلمين. حيث ذكره الله -عز وجل- في القرآن الكريم، يقول تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). وفي الجدار الغربي للمسجد الأقصى يوجد مكان حائط البراق حيث ترجّل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين وصل المسجد الأقصى. وفي هذا المكان المقدس موضع الحلقة التي ربط بها البراق الشريف. وقد روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله قال: "أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يجعل حافره عند منتهى طرفه"، قال: "فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء -أي عند باب المسجد- ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل اخترت الفطرة"(5).
ومن الآثار التاريخية المهمّة قبور الأنبياء والمرسلين وأضرحتهم. ففي بيت المقدس وما حوله توجد أضرحة ومقامات ومساجد تذكارية للكثير من الأنبياء والرسل الكرام. فعلى مقربة من الأقصى بمدينة
القدس مسجد النبي داود عليه الصلاة والسلام، وهو مسجد كبير كانت تقام فيه الصلوات الخمس قبل وقوعه في يد المحتلين اليهود وسيطرتهم عليه. وشرقي
القدس يوجد مقام النبيّ موسى عليه السلام، وعليه مسجد كبير، وحواليه أبنية وآثار إسلامية من بناء الملك الظاهر بيبرس ومن جاء بعده من ملوك المسلمين وسلاطينهم رحمهم الله(6).
وفي مقبرة "باب الرحمة" في بيت المقدس توجد قبور جماعةٍ من الصحابة الذين سكنوا
القدس وماتوا فيها، ويُعرَف إلى هذا الزمان من قبورهم -رضي الله عنهم-: قبر "شداد بن أوس" الصحابي عالم بيت المقدس، وقبر"عبادة بن الصامت" أحد نقباء الأنصار وأول قاض مسلم في فلسطين، وهما بجانب السور الشرقي للمسجد الأقصى. وبالإضافة إلى القبور والأضرحة والمساجد فهناك المئات من الزوايا الصوفية والتكايا، فهناك: الخانقاه الصلاحية التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي في
القدس والخانقاه الداودارية والخانقاه الفخرية، وزاوية الشيخ بدر الدين الحسيني بظاهر القدس، وفي
القدس وحدها أكثر من خمس عشرة زاوية مثل الزاوية الختنية والزاوية الجراحية والزاوية الكبكية، وتضمّ
القدس أكثر من ثلاثين مدرسة من المدارس التاريخية الأثرية الإسلامية التي أنشأها ملوك المسلمين وسلاطينهم في مختلف العصور، وتخرّج منها طائفة من العلماء والصالحين مثل: المدرسة المأمونيّة، والمدرسة التنكزية، والمدرسة العمرية، والمدرسة الأشرفية, والمدرسة الطشتمرية. وفي
القدس توجد مكتبات إسلامية تحتوي على نفائس الكتب الدينية واللغوية والتاريخية منها طائفة من المخطوطات الأثرية في علوم التفسير والحديث والفقه. إنَّ هذه الآثار يتبعها وقفٌ خُصِّصَ للكثير منها، وقفه المحسنون الصالحون من المسلمين. وقد وقفوا لها مئات العقارات، والأراضي الزراعية، مشترطين أنْ يصرف ريعها وناتج محصولاتها وأجرة عقاراتها في عمارة تلك المساجد والمعابد والمدارس والأربطة وفي مصالحها حسب شروط الواقفين. وتحتوي سجلات المحاكم الشرعية وبخاصة سجلات محاكم
القدس وثائق تلك الوقفيات والقسم الأكبر من هذه أصبح تحت سيطرة اليهود وعبثهم. فتعطّل صرف ريعها في الوجه الشرعي الذي وُقِفَتْ عليه للأسف.
قائـمة بالمواقع الإسلامية الأثرية في القدس:
المسجد الأقصى المبارك
مسجد عمر بن الخطاب...
مسجد عمر بن الخطاب هو أحد أهم المساجد في فلسطين الحبيبة، حيث يقع هذا المسجد في مدينة بيت لحم، ويطل على مهد المسيح عليه السلام، وقد زار عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت لحم وصلى في المكان الذي أقيم فيه مسجد عمر، وقد أعيد بناء المسجد في العام 1954م ويعتبر المسجد احد أهم المعالم التاريخية والدينية في مدينة بيت لحم التي يؤمها آلاف الحجاج لزيارة الأرض المقدسة، وتقوم أعداد كبيرة من هؤلاء الزوار بزيارة المسجد، ويعبر المسجد عن مدى التسامح الديني في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين التي تتجسد على ارض الواقع من خلال المسجد والكنيسة
مسجد سويقة علون