القصة الثانية لأاحد الخلفاء وهو المتوكل
جزاء المتوكل |
وينقل في أحوال المتوكل العباسي الذي قتله ولده المستنصر شر قتلة، أنه كان يظلم الناس ويستبد أيما استبداد وقد هدم قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وهدم البيوت المحيطة بالقبر الشريف في قصص مشهورة.
وذات مرة دعا طبيباً مسيحياً فقال له: هل تعرف سماً يقتل الإنسان؟
قال الطبيب: لا أعرف (وقد أراد المتوكل قتل الإمام الهادي (عليه السلام) بذلك السم) لكن الطبيب أبى أن يعطيه السم قائلاً: أنا ومعشر الأطباء لا نعرف السموم وقد حلفنا عند تخرجنا من مدرسة الطب أن لا نسيء إلى إنسان مهما كان وحتى إذا كان عدونا، وإنما غاية الأمر أن لا نداوي العدو إذا مرض.
فأمر المتوكل أن يسجن في المطبق وهو سرداب مظلم مرطوب لا منفذ للنور إليه فسجن كذلك سنة في الأغلال والقيود، وبعد سنة أخرجوه إلى المتوكل فرآه وقد تغيرت حالة الطبيب فقد اصفر وجهه وضعف جسمه وطال شعر رأسه ولحيته وسائر جسدة وأثّر القيد في عنقه ويديه ورجليه فقال له: هل تعرف الآن السم الذي طلبته منك قبل سنة؟
قال الطبيب: لا لا أعرف السم كما قلت لك قبل سنة.
فقال المتوكل: عليّ بالنطع والسيف فأحضر النطع والسيف وأجلس الطبيب على النطع، وقال المتوكل للسياف: اضرب عنقه إلا إذا استعد أن يعطينا السم الذي طلبناه فإنه لا بد وأن يعرف السم الذي نريده لقتل بعض أعدائنا، فلما أجلس الطبيب على النطع تحت السيف (وبعد ذلك الإذلال الهائل له في السجن والأغلال) توجه الطبيب إلى السماء وقال للمتوكل: إنك تريد قتلي ظلماً لكن ربي يأخذ بحقي منك.
نعم كان للطبيب رب أخذ بحقه وحق غيره منه حيث قتل المتوكل شر قتلة وصار لعنة للتاريخ إلى هذا اليوم وإلى ما بعد اليوم كما هي عادة الله (سبحانه وتعالى) في الطغاة يمهلهم ولا يهملهم يقول الشاعر:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يدعو إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم |