18-10-13, 08:13 PM
|
المشاركة رقم: 13
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
:: قلم مميز :: |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
|
كاتب الموضوع :
طلال
المنتدى :
قـطــرات ذهـبـية مـمـيـزة
في الاستطعام
قال الاصمعي :
وقفتْ أعرابيّة بقوم فقالت:
يا قوم، سَنَة جَرَدت، وَأيْدٍ جَمدت، وحال جَهَدَت، فهل من فاعل خَيْر، وآمر ِبمَيْر، رَحِم اللّه من رَحِم، وأَقْرَض مَنْ يُقْرض.
......
قال الأصمعي : أصابت الأعرابَ أعوام جَدْبة وشِدّة وجهد، فدخلت طائفةٌ منهم البَصرة، وبين أيديهم أعرابيّ وهو يقول:
أيها الناس، إخوانُكم في الدّين وشرُكاؤكم في الإسلام
عابرُو سَبيل، وُفلاّل بُؤْس، وصَرْعى جَدْب
تَتابعت علينا سنون ثلاث َغيّرت النِّعم، وَأهكت النَّعم
فَأكلنا ما بَقي من جُلودها َفوق عَِظامها، فلم نَزل نُعلِّل بذلك َأنْفسنا
ونُمنّي بالغَيْث قُلُوبنا، حتى عاد مخّنا عِظاماً، وعاد إشراقنا ظَلاماً
ِوَأقبلنا إليكم يَصرعنا الوَعْر، ويَنُكبنا السَّهل، وهذه آثار مَصائبنا، لائحة في
سِمَاتنا، فرَحم اللّه مُتصدِّقًا مِن َكثير، ومُواسيًا من َقلِيل، فلقد عَُظمت
الحاجة، وَكسَف البال، وبََلغ المجهود،
واللهّ يَجْزي اًلمتصدِّقين..
.....
وقف أعرابي بقوم فقال: أَشْكو إليكم أيها الملأ زَمانًا َكَلح لي وجهُه، وأَناخ
عليّ َكْلكُله، بعد نَعْمة من البال، وَثرْوة من المال،
وغِبْطة من الحال، اعْتَورتْني شدائدُه ِبنَبْل مصائبه،عن قسِيّ نَوائبه، فما تَرَك لي
ثاغية َأجْتدى ضَرْعَها، ولا راغية َأرْتجى نَْفعها،
فهل فيكم من مُعين على صرَفة، أو مُعْدٍ على حَيْفه؛ فَرَدّه القومُ ولم يُنيلوه
شيئاً. فأنشأ يقول:
قد ضَاع مَن يَْأمُل مِن َأمثالكم ... جُودًا وليس اُلجود من َفعالكمْ
لا بارك اللّه لكم في مالكم ...... ولا َأزاح السُّوء عن عِيَالكم
فالفقرُ خَيرٌ مِن صلاح حالكم
.............
قال الأصمعي : سأل أعرابي، فلم يُعَْط شَيئاً، فرفع يديه إلى السماء وقال:
يا ربّ أنتَ ثَِقتي وذخْري ... لصِبْيةٍ مثل صغار الذَرّ
جاءهمُ البَرْدُ وهُمْ ِبشرَ .... بغير لُحْفٍ وبغير أزِْر
كأنَّهم خَنَافِس في جُحْر ... تراهمُ بعد صَلاة العَصر
وكلّهم مُلْتَصِق بصدْري ... فاسْمَع دُعائي وتَوَلّ َأجْري
سأل أعرابيّ ومعه ابنتان له، فلم يُعَْط شيئاً، فأنشأ يقول:
أيَا ابنتيّ صابِرَا أباكما ... إنكما ِبعين من يَراكما
اللّه مَوْلاي وهُو مَوْلاكما ... فَأخْلِصا للّه مِن نَجْواكما
تَضرَّعَا لا تَذْخَرا بُكاكما ... لعلّه يرْحَم مَن َأوَاكما
ِ
إْن تَبْكِيا فالدَّهرُ قد أبكاكما
|
|
|