عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-10, 12:14 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
 متاهة الأحزان  
اللقب:
:: نبضي قصة ::
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية متاهة الأحزان

بيانات العضو
التسجيل: 01-11-09
العضوية: 16
المواضيع: 102
المشاركات: 1637
المجموع: 1,739
بمعدل : 0.33 يوميا
آخر زيارة : 09-02-24
الجنس :  انثى
الدولة : غياهب الفقد
نقاط التقييم: 7239
قوة التقييم: متاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond reputeمتاهة الأحزان has a reputation beyond repute


---وسام التميز الثاني--- ---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 660
وحصلتُ على 448 إعجاب في 262 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
متاهة الأحزان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : متاهة الأحزان المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

ج15

سميه :ولدي الكبير رحمه الله
نظرت لها بأسف :جمعكما الله في الجنة .
سميه :اللهم آمين .
أسيل :وهؤلاء الصبية ؟!
سميه :هم في الجنة الآن ...وبكت بألم
أسيل :أعتذر قلبت المواجع دون قصد .
سميه :لا عليك احتاج للحديث عن الماضي أترين هذه إنها صورة ولدي الأصغر زوجته وابنتيه أما هذه فصورة أولاد سامي وزوجته رحلوا جميعا يا أسيل تركوني ورحلوا يا ابنتي {بأسف وألم أخذت تواسي الخالة } لم يتبقى لي أحد إلا وداد ابنتي الوحيدة وهي الآن في أمريكا تعاني من مرضٍ عضال وتشرف على الموت لم ترزق بالأطفال وقد تموت في أي لحظة حرمتها منذ أن تزوجت .
أسيل :هذا كثيرٌ على قلب الأم ألبسك الله ثوب الصبر والرضا يا خالة ـ هل هذه صورة وداد؟؟
هزت رأسها باكية :هذه صورة من أخذ بذنبها أولادي
صدمت أسيل :لم أفهم من تكون ؟؟؟
سميه :هذه دلال يا ابنتي حكايتي معها طويلة سأخبرك بها لاحقاً أترين هذا الصندوق لها فيه الكثير من الصور لولديها وزوجها رحمهم الله .
أسيل :ماتت وأسرتها ؟!
سميه :بل هي زوجها وابنتها
{همت بفتح الصندوق وإخراج الصور على أن رنين الهاتف شغلها عن ذلك لزمت أسيل مكانها تتأمل صور أولاد وأحفاد سميه الذين قضوا بحادثٍ مروع على الطريق السريع .
لقد دونت سميه على ظهر كل صورة تاريخ التقاطها وقد كتبت على إحداهن تاريخ رحيل الأحبة نعم فقدتهم تمام الثانية عشرة ظهرا في الرابع عشر من تموز قبل ثماني سنوات
يا الله ثماني سنوات وهي تعيش كل يومٍ وليلة مع مجرد صور وإحساسٍ قاتل بالذنب الكبير ...ترى أي ذنبٍ ذاك الذي دفعت ثمنه باهظاً ؟؟
أفاقت من غيبوبة الأفكار على صراخ الصغار :ماما سميه ماتت ماما سميه ماتت.

أسرعت لتجدها ملقاةٌ على الأرض تكاد تلفظ أنفاسها نقلتها للمشفى وقد أفاد الطبيب أنها تعرضت لجلطة على الدماغ وحالتها حرجة جداً
قد لا تموت ولكنها ستكون شبه حية مضت فترة طويلة وسميه قابعة في المشفى تتلقى العلاج بتلك الفترة تطوعت أسيل لإدارة الميتم إلى أن يتم تعين طاقم إشرافي كامل له.
سعادتها باستقطاب اهتمام المؤسسات الحكومية والخاصة للميتم وبل للزقاق كاملا خفف عن قلبها ألمه لسقوط سميه .
بعد مدة قُدّر للخالة أن تعود للميتم لكنها مشلولة القدمين ضعيفة البصر ثقيلة اللسان بلا ذاكرة .
هي أعطت المكان الكثير من الجهد والوقت وبذلت في سبيله الكثير وقد آن للميتم بقاطنيه أن يرد للخالة ولو جزء يسير من أتعابها عليه.
آخر عملٍ قررت أسيل القيام به كإدارية متطوعه اجتثاثُ شجرتين كبيرتين بطرف الساحة وزراعة المكان بأشجار الفاكهة المثمرة عوضاً عنهما.
وقد بدأت بتنفيذ الفكرة فور استحضارها ...وسط الضجيج والفوضى قرع الباب ودخل العروسين فقد حضرا لزيارة بيتهم الكبير والاطمئنان على الخالة العطوفة .
جلس أحمد بجوار سميه ونسي معها العالم بأسرة أما لبنى فقد انزوت مع أسيل تبكِ بشيء من المرارة.
أسيل :هل من مشكلة ...ألست سعيدة بزواجك يا صديقتي ؟؟!
لبنى :سعيدة رغم أن المرارة والحسرة تعتصر قلبي
أسيل :هل من مشاكل بينكما؟!!
لبنى :كلا أبداً ,احمد رجلٌ عطوف واسع القلب نير العقل بإمكانه إدارة حياتنا بسعادة في ظل أي ظرف.
أسيل :إن كان هذا رأيك به فما الذي ينغص على عروسنا فرحتها ؟!
لبنى :أنتِ يا أسيل {صعقت الأخرى حد الصمت بينما زادت لبنى ببكائها المقهور }قديما أحسست بفشلي لأني لم أنتزع ملاك من قلبه وذكرياته حتى أني لم أستطيع مواساته بفقدها لكني الآن أحس بمرارة الفشل ذاته وحرقت الفقد كلما أتى ذكرك على لسانه
لقد استوطنت قلبه وعقله لم تدعي لملاك إلا بقايا صدره الذي أغلق دوني فأنا أصغر من أن أطرد ملاك وضريحها الصغير من صدره أو حتى مشاركتها إياه .
ربتت أسيل على ظهرها بحنان :لا تعطي الأمر أكثر مما يستحق ...فهذا محض وهم صدقيني {وضحكت }يبدوا أن الوهم شرير يخطف منا السعادة ليجعلها باهتة الألوان واهية الحضور دائماً .
لبنى :إنه يحبك حباً يفوق مقدرتي على الحديث عنه
أسيل :وهل يجافيك بسبب هذا الحب ؟!
هزت رأسها نافيه :كلا أبدا لن أفتري عليه هو يغمرني ...
قطع عليهما الحديث صراخ طفل قادم نحوهما يحمل بين يديه صندوقا صغير :عثرت على كنز ...عثرت على كنز .
أخذت أسيل الصندوق المتآكل بفعل الرطوبة وطول الرقاد تحت التراب وبدأت تتأمل به وتقلبه كأنها تعرفه ربما ملكت صندوقا مشابها في لندن ..

حدقت لبنى بالصندوق مذهولة :يا الله هل يعقل هذا إنه صندوق ملاك وأحمد ,هل كان راقدا بالجوار كل السنوات الماضية بينما نحن نبحث عنه بعيداً!!؟{تجاهلت أسيل ما سمعته وبدأت تحاول فتح الصندوق } لا تفعلي قد يكسر قفله بين يديك فملاك لم تعطي سر مفتاحه لأي شخص إلا أحمد والصندوق بالي أي حركه ستتلف قفـ...{صمتت مذهولة فقد فُتح بيسرٍ وسهوله حدقت بأسيل } كيف فعلتِ ذلك ؟؟!
على أن الأخرى تستمر بتجاهلها لكلمات لبنى وتقلب ما في داخله استخرجت دمية صغيرة شبه باليه .
رفعتها متأمله :يااااه كم تشبه دميتي التعيسة {تقلبها فتلحظ التصاق بقايا يد للعبة أخرى عليها ,تدمع بمرارة } هل يعقل أن تكون الشطر الممزق من دميتي القديمة ...لكن كيف هذا ؟! بالله أخبريني
دون مقدمات يخطف أحمد اللعبة من يدها :دمية ملاكِ الصغيرة يا الله كم اشتقت لها .
عانقها بشوقٍ مرير بلوعة حبٍ وحنين وأسيل ذاهلةٌ مصدومة عادت للبنى
: أخبريني ما حكاية هذه الدمية ...؟
لبنى :لا أذكرها جيداً لكنها لعبة ملاك التي مزقها هشام بكت لأجلها طويلا ولسببٍ ما تنازلت عنها لأحمد بينما احتفظت هي باللعبة الأم التي احترقت معها بالحادث .
انتفضت أسيل ,كيف تصل لها التتمة وقد احترقت مع جسد صاحبتها بحادثٍ يلفه الكثير من الغموض ؟!
انزوت جانبا لتحدث الصديق القريب من القلب إنه مهند لقد رجته أن يحضر لها الدمية البالية من غرفتها الخاصة سرا عن والدها .
ففعل على أن سالم شك بأمر المستندات التي ادعى مهند حاجته لها لذلك بحث عنه وعن ابنته .
في الميتم وسط ضجيج الذكرى ودموعها بدأت ذاكرة سميه تعود للوجود من جديد
اقترب منها أحمد :أرأيت يا خالة دمية ملاك كانت بجواري طوال السنين الماضية دون أن أعلم .
أخذتها منه بيدٍ ترتجف تأملتها طويلاً ثم بدأت تبكِ تعالت على عجزها عن النطق وأخذت تسرد لهم أحداث القصة المدفونة في أعماق القلب .
ملاك,ملاك ,دلال محسن باشا ووائل الطيب آه يا قلبي كم أثقلت عليك بالصمت حتى أحمد جميعكم درتم في فلك العذاب والبؤس بسبب جشعي وطمعي اغفر لي يا رب سامحيني يا دلال سامحيني يا ملاك {اقتربت أسيل تحمل الصندوق الصغير أخذته سميه وقبلته باكيه }هو كل ما ملكته تلك الصغيرة كان طعماً لها انتزعتها به من أحضان قلبٍ يحتضر.
جثت أسيل باكية :سألتك بالله يا خالة أي سرٍ تطويه بين الضلوع ؟
\
\

يــتــبــع












توقيع : متاهة الأحزان

وذاكرة القلب أبدا لا تمحى

عرض البوم صور متاهة الأحزان   رد مع اقتباس