حائطي
سجل دخولك او إضغط هنا للتسجيل
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width5%;borderpx solid darkred;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center] الأزمنة الصعبة يدعو دكينز في هذه الرواية إلى تحسين وضع العمال المزري، ويذكر كتاب سيرة تشارلز ديكنز انه في عام 1854 حدث إضراب في مدينة بريستون الصناعية بشمال انجلترا، فقطع ديكنز، بفضوله النهم المعروف، كل الطريق من لندن الى هناك ليرى ما الذي كان يجري وفي وقت لاحق كتب هذه الرواية وسمى المدينة كوكتاون كانت مدينة مداخن طويلة تنتشر منها أعمدة دخان لا متناهية بخطوط افعوانية, كانت فيها قناة قذرة، ونهر يجري ماؤه بلون ارجواني، وبرائحة تبعث على الغثيان، واكوام هائلة من البنايات المليئة بالنوافذ حيث الضوضاء والقعقعة طيلة اليوم، وحيث مكبس الآلة البخارية يصعد ويهبط بحركة روتينية مثل رأس فيل في حالة كآبة وجنون . وربما تكون هذه القطعة هي الأكثر شهرة في الأدب الإنجليزي حول تأثيرات الثورة الصناعية وتشويهها الإنسان. ومن الرواية نقرأ في بدايتها: في مدينة كوكتاون بانجلترا، وفي حجرة الدرس وهي حجرة مربعة الشكل قبيحة المنظر نجلس عشرون من التلاميذ والتلميذات صامتين يستمعون للسيد "جراد جرايند" وهو يحدث معلمهم قائلا - أريد حقائق مادية علم هؤلاء الأولاد والبنات الحقائق العلمية فقط ياسيدي لقد ربيت أولادي علي الحقائق وأريدك أن تربي هؤلاء الأطفال علي الحقائق فلا شئ انفع لهم من الحقائق.. هكذا كان يتحدث السيد "جراد جريند" رجل الأعمال المعروف ومالك هذه المدرسة الصغيرة بينما وقف إلي جانبه شاب أنيق مهذب، لم يكن حتى هذه اللحظة قد شارك في الحديث. وكان السيد "جراد جرايند" قد بنى تلك المدرسة وجعلها أشبه ما تكون بتكوينه الجسماني..مربعة الشكل!! فقد كان هو مربع الجسم له رأس أصلع مربع الشكل وأصابع غليظة مربعة الشكل أيضا أما عيناه فكانتا أشبه ببئرين مربعي الشكل مظلمين حفرا في مقدمة رأسه الأصلع الذي فقد معظم شعره وبدا هذا الرأس الأصفر وكأنه على وشك الإنفجار ربما من شدة ازدحامه بالحقائق!! والسيد "توماس جراد جرايند" وهذا اسمه كاملا لا يعترف بشئ في الحياة لا يندرج تحت الحقائق المادية فأي شئ لا يخضع للإحصاء العددي أو للقياس الحجمي أو الكمي ليسي له وجود في رأي السيد "جراد جريند" وبالتالي..هو يرفض أن يفسح له مكانا في رأسه. وبينما ظل الأولاد والبنات على صمتهم استأنف السيد "جراد جريند" حديثه: إننا لا نحتاج في حياتنا هذه إلا إلى الحقائق..البنت رقم 20 قفي؟ إنني لا أعرف هذه البنت..من تكون؟ كانت البنت رقم 20 بنتا جميلة لها عينان سودواوان جميتان وشعر أسود فاحم وعندما أشار إليها السيد جراد جريند وأمرها بالوقوف وقفت وقد اكتسى وجهها بحمرة شديدة وانحنت تحية واحتراما وأجابت على سؤال السيد جراد جريند قائلة: اسمي سيسي جوب ياسيدي! فقال: أن "سيسي" هذا ليس اسما.لابد أن اسمك هو سيسيليا. فقالت البنت وهي لا تزال على انحناءها محمرة الوجه ان أبي يناديني "سيسي" ياسيدي. فقال لها السيد جراد جرايند في حزم قاطع: إذن فهو مخطئ.قولي له أنه يجب عليه ألا يناديك بهذا الاسم ثانية..فاسمك هو "سيسيليا جوب". يتبع ... [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]