قصيدة لسيد قطب رحمه الله بعنوان (( الغيرة)) أنظر لجمال الوصف ودقة التعبير
الغيرة
رقم القصيدة : 79167 | نوع القصيدة : فصحى | ملف صوتي: لا يوجد |
-1-
|
غضبتِ فيا لكِ من غاضبة | وأرسلتِها نظرة عاتبة |
يتمّ فيها الرجـاء الأسيف | وتجأر فيها المنى الواثبة ! |
وفيها هدوء الرضا المطمئن | تمازجه الغيرة الصاخبة ! |
تطل بها الذكريات العِذاب | وترجع مجهدة لاغبة |
وفيها فتور ولكنه | فتور به قوة غالبة ! |
**
|
ولكن بها بعد هذا وذاك | فتون الهوى والجمال العفيف |
وفيها من السحر أطيافهُ | بعينيك ألمحها إذ تطيف |
لالهمتني السر لما نظرت | إلي بهذا الفتور الشفوف |
وحدّثتِني في خفوت عجيب | لما أضمرته لغات الطيوف |
ولولا شعوري بحبي العطوف | لأحببت فيك الشعور الأسيف ! |
**
|
قد انتصر الحب يا للانتصار | بهذا العتاب وهذا الغضـب |
وثقت من اليوم في حبنـا | وأنك ترعينهُ في حدب |
فلولا اعتزازك بالحب لم | تثر في فؤادك تلك الريب |
إذن فاطمئنّي فهذا الفؤاد | يحبك في وقدة كاللهـب |
يحبك إي وجمال الغضـب | يحبك إي والهوى الملتهب ! |
-2-
|
حدثيني أما تزالين غضبى ؟ | أو مازال ملء نفسك ريباً ؟ |
ولماذا الوقار والصمـت يضفي | بعدما كنت لي مراحا ووثباً ؟ |
كان بالأمس كالعتاب جميلا | ما له اليوم لم يعد منك عتبا ؟ |
صمتَ الكون مذ صمت ونامت | صادحات تردد اللحن عذبا |
أنا أخشى ولا أصرّح ماذا ؟ | أنا أخشى ، فما أزال محبّـا ! |
ابسمي ، تبسم الحياةُ وترضى | وامنحيني اليقين ، أمنحك حبّا ! |
*
|
1934
|