عجيب أمرنا حين تدق أعناقنا الدنيا، وتقفل أبواب اللهو في وجوهنا، وتطردنا من أحضان العبث، فنبحث عن ملاذ لنا، وما أسهل أن نجد حين نجد التدين والزهد، لكي نقول للدنيا فقط ( في غنى عنك )، وما أجمل هذا، فتبدأ الدنيا تعرض عليك مفاتنها وتضيق عليك سبل العيش، ويكون الاختبار الأعظم من الله الخالق، أأنت بنية صادقة لا تريد الدنيا، أم مرحلتك هي الانتقام فقط من حال نبذك بعيدًا عنه، سرعان ما نلهث، فنغفو من جديد، ونبدأ بالولوج تدريجيا في مقارع اللهو، فنقع في مصيدة ذات كماشة، فيحكم علينا بالسجن المؤبد في صومعة اللهو، ولا ندرك هذا إلا بعد فوات أوان، وما أصعب الهروب حينها.
" علي آل علي "