الغربة
كثيرةٌ هي مآسي الحياة مما يدفع معظم شبابنا للاغترب لكسب لقمة العيش
لتحسين الدخل لبناء المستقبل الذي يطمحون اليه لبناء اسرة تحت سقفٍ صغير
هذه الظاهرة التي انتشرت وتكاثرة بشدة في الآونة الأخيرة
يتسارع اليها شبابنا وكأنهم ان غادرو مواطنهم سيحققون كل أحلامهم كل ما يرسمه خيالهم
غافلين عن قسوة الغربة والمعانات و الألم الذي قد يعانون منه طيلة اغترابهم
غافلين عن هذا المجهول الذي يتراكضون اليه عن هذا المستنقع المظلم
تبدأ الرحلة ووجهتا السعيدة كما نراها في بداية الأمر
نحقق بعضاً من أحلامنا بعد كدٍ وتعب وشقاء لمدة أعوام
لكن هذا ليس كل شي فقد اقترفنا خطأً فادحاً عند رحيلنا عن من نحب
لم نكن نعلم بأن هذا المستنقع سيبقى محتضناً لنا فبعض شبابنا قد يصيبهم شيء من الطمع قيأبوا الرجوع والاستقرار والعودة لاحضان أوطانهم أو جوار أحبائهم وأصدقاؤهم وهنا تكمن الخسارة الكبرى
والبعض الآخر ان عاد فلن يجد نفسه بين أحبابه واصدقائه كما كان في الماضي
فيشعر بغربةً أكبر وأقسى من غربة الوطن
ان جلس ليتكلم مع أي أحد تجتاحه نوبةٌ من الارتباك والصمت لا يعرف ما يقول او يناقش أو يحب يجد نفسه غريباً وهو في الماضي كان الاقرب لهم
حتى الاقرب لقلبه سيكون بغربةً عنهم وهذه هي آلام الغربة والأكثر مرارةً وقسوة
هؤلاء الشباب عندما كانو مغتربين كان الشوق لمن يحبون يخترقهم يوميا في كل لحظة لكن عند عودتهم سيتفاجؤن بما فعلته بهم غربتهم التي أصبحت ملازمةٌ لهم حتى في أوطانهم
فلكل شاب يفكر بالابتعاد والرحيل الى المجهول أقول
ان اغتربتم لن تشعروا بمرارتها الا عند عودتكم لاحضان بلدكم الى أحضان امهاتكم واصدقائكم
وهي الخسارة الكبرى التي سترافقكم دائماً وأبدا
قد يقول البعض يجب علينا أن نسعى وراء لقمة عيشنا وراء بناء مستقبلنا
فقلة الفرص التي في بلداننا لا تسمح او لا تعيننا أو لا تلبي طموحنا فنسارع للسفر والمضي في هذا العالم الذي يحقق لنا كل ما نطمح اليه
فأقول لكل من يرى او يقتنع بهذا المنطق
أنا كمغترب ومما التمسه من أصدقائي وكل من تعرفت عليهم هنا ولمسته من ألم الغربة دفعني لقول ما قلته
وانا ممن دقت لوعت ومرارة الاغتراب الحقيقي عندما عدت الى موطني
لم أعرف أصدقائي لم أشعر سو بغربتي التي رافقتني الى الآن
كان الصمت دائما مرافقاً لي بين أحبتي بين كل من أعرفهم شعرت وكأنني غريب عنهم وهذه الخسارة الكبرى التي تمزقني وتدمرني
هناك أناسٌ قد حققو الكثير من آمالهم وأحلامهم وهم بين أحبابهم ولم يقصدو أو يتسارعوا للابتعاد والمضي في هذا المجهول فلم نحن المغتربين لسا مثلهم وصدقاً هؤلاء حققو أكثر مما حققنا
قد أكون مخطأً بتقديري أو بهذياني لكنني قد طرحت هذا الموضوع
وأنا مقتنع بما قلته لانني قدمت لكم ما يجول بخاطري وما أراه وأسمعه من كل المغتربين الذين أعرفهم
فاعذروني وتقبلوا مني فائق تقديري واحترامي
ويسعدني لو افاض دلوكم في متصفحي حتى لو كان ناقداً
احبكم وانتظر ردودكم
خربشات من قلمي وهذيان نبضي
أتمنى ان تنال اعجابكم