عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-10, 06:57 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
 الــمُــنـــى  
اللقب:
مراقب عام
الرتبة:
الصورة الرمزية
الصورة الرمزية الــمُــنـــى

بيانات العضو
التسجيل: 29-10-09
العضوية: 5
المواضيع: 229
المشاركات: 7208
المجموع: 7,437
بمعدل : 1.40 يوميا
آخر زيارة : 23-04-24
الجنس :  أنثى
الدولة : الإمارات
نقاط التقييم: 25600
قوة التقييم: الــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond reputeالــمُــنـــى has a reputation beyond repute


أفضل مدونة درع التميز الوسام الثالث للمشرف المميز المركز الأول في مسابقة  أجمل بطاقة رمضانية الوسام الثاني للمشرف المميز الوسام الأول للمشرف المميز 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 1,207
وحصلتُ على 1,791 إعجاب في 970 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الــمُــنـــى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : الــمُــنـــى المنتدى : قــطــرات الـقـصـة والروايــة
افتراضي

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width0%;background-color:black;border:6px double gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
/
\



المشاركة ( 4)

( بكاء السماء )


كانت جالسة بجانب أبنتها وحولها بعض من أقاربها, تكسو ملامحها

الصفرة والذبول بدأت تتصنع الهدوء .حاولت مشاركتهم الحديث لكن لم

يطاوعها لسانها على الكلام شعرت به بثقل شديد , بصعوبة بالغة وبتلعثم

خرجت منها بعض الحروف, لحظ الجميع حالتها الغريبة غزت ملامحهم

حُزن مشدوه, حاولت أخفاء ما تشعر به عنهم . وبمحاولة بث الهدوء

والاطمئنان بنفوس الموجودين حولها هبت واقفة لم تثبت أقدمها على

الأرض ولم تستجيب لندائها ترنحت ومن ثم بشكل مفاجئ سقطت أرضاً

مغشياً عليها ،توقفت القلوب هلعاً وتعال الصراخ وأصيب الجميع بالذهول

بعُجالة حملوها إلي المستشفى مُددت بداخل سيارة الإسعاف التي أخذت

تطلق صفارات مدوية لتمهد طريقاً سالكاً بعجلاتها المتسارعة تفسح لها

السيارات الطريق لتنهبها بشراهة والعيون الفضولية تلاحقها ,مشهد مهيب

ولا شك أنه رحيل أم رحيل من تحت قدميها تكون جنة الله.

أبواب المُستشفى تُشرع لاستقبالها بسرعة البرق وضعوها على السرير

الأبيض وبتلك الغرفة الغاصة بالأجهزة ويزدحم من حولها الأطباء تحفها

الملائكة بأجنحة الرحمة وأبنتها تراقبها من خلف باباً زجاجي وعيناها

تفيض بالدموع وهي تتلو بعض الآيات وكل ذرة بكيانها تبتهل لرب العالمين

بالدعاء إشفاقاً لحالها و استرحاماً .أخذ نبضها يعلو ولا يستجيب لضغطات

يدي الطبيب, بدء بالتصاعد أكثر فأكثر .الأطباء ينظرون إلي بعض بعيون

قلقة، وفجأة أطلقت شهقة بهدوء مطمئنة وأسلمت روحها للموت المهيب

استسلمت طائعة وبهدوءً تام هدأت الأنفاس سكنت الإطراف وبردت توقف

قلبها عن النبض تماماً وتعطل كل شيء وتوقفت الحياة نفسها.

بخطوات كسيرة وعيون تختزن الدموع اتجهت أبنتها نحوها و مشاهد كثيرة

ارتسمت بأعماقها وتحوم بذهنها بعض الصور الفرح العيد أحلامها طفولتها

وكل ذكرياتهم معا اقتربت وقبلتها وقبلت أصابعها واحداً واحداً وفكرة للحظة

بأن المشهد كابوس وسينتهي اقتربت منها ورفعت جفن عينها لكن الجفن

عاد والعين نامت من جديد ،تحسست وجهها ومرت بلهفة على تقاطيعها

المُتعبة كانت تبدو كالنائمة تماماً ، في ذروة الفجيعة تلمست جسدها الطاهر

كان البرد قد تسرب إلي كل جسمها كانت تُحاول بلا فائدة أن تطرد البرد

عنها لأن البرد يعني الموت .البُعد . الفراق.

لم تكُن مُستعدة بعد لموت أمها لكن الموت كان على أهُبة الاستعداد

تلمست جبينها تحسست الجلد الرخو على ذراعيها كانت أثار رؤوس الحُقن

قد أثخنتها بالثقوب , رأت نفسها تعود طفلة مُدللة لا ترضى بغير ذراعيها

شُرفة تطُل بها على الدنيا وبكل حُرقة بكت وبكل فجيعتها أعادت تقبيلها من

جديد قبلت جبينها وقدميها وأطراف أصابعها ألف مرة لم تصدق أنها

أصبحت الآن بلا أم بلا صدر تتكئ على حنانه الجارف وبلا نصيحة تقودها

من يدها إلي بر الأمان وبلا وجه يتأملها وبلا صوت يبتسم وبلا غضب

يُعيدها إلي الصواب .

كانت تلك اللحظة قد أصبحت بلا أم أقسمت وهي تصرخ بأنها لم تكن

مُستعدة بعد لموتها لرحيلها عنها وأقسمت من جديد بأنها ليست قادرة على

تقبل الفكرة بأنها ماتت حتى هذه اللحظة .

أنفجرت باكية غير مصدقة ومضيت في بكاء حزين فلم تفق ألا ويد أحداهن

تُربت على كتفها وانتشتلها خارج الغرفة وهي تُردد الآية الكريمة


جثت على ركبتيها واحتضنتهما وتكورت على نفسها وأطرقت رأسها أرضاً

وهي تُتمتم مرددة اللهم لا اعتراض اللهم لا اعتراض .






دمتم بود



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]












توقيع : الــمُــنـــى


::

( لو أدركتم ما لصلاة الضحى من فوائد ما تركتموها أبداً )

عرض البوم صور الــمُــنـــى