فِتْنَةُ البَحْر
تُجَنُ الرِمَالْ
تُتَمْتِمْ حُبَيبَاتِهَا كَأُسْطُورَةٍ إِغْرِيِقِيةٍ عَرِيقَة
يِخْفِقُ المَوُجُ فِي مُجَارَتِها
لِيَلْثُمَ فَمَ الصَخْر يُعَرْبِدُ كَثَمْلٍ بِكُلِ الجُنُونِ فِيَها
تَنْسَابُ الضَحِكاَتْ بِكُلِ المُجُونْ فِي ذَاكَ العَرَاءْ وَكَأنَهُ
يَهْدِيَها شَمَاتَةٌ بِسُكُونِ ذَاكَ البَحْر
أَهُوَ يَنْتَظِرُ الهَدِيرْ أَمْ يَنْتَظِرُ أَنْ تَحِينَ ثَوْرَتَهُ
أَمْ أَنَهُ يَهْوىَ سَفْسَفَةِ رِيَاحُ لَيْلٍ لِتَهْذِي بِهِ
سَيَانَ كِلاَهُمْ فِي فُتُونْ..
فِتْنَةُ البَحْرِ تَعْلُو حَتَى غَمَامِ السَحَابِ لِتَنْثُرَ
حُبَيْبَاتُ الهَطْلِ.. تَنْسَابُ عَلَى مِيَاهِهِ
كَهَدْهَدَةِ رَضِيعْ... هَكَذَا أَنْتْ
بَحْرٌ في بَحْر
تَرْنُو إلَيكَ مَنَاقِيرِ البَلاَبِلُ تَسْتَقِي مِنْ مِيَاهِكَ
التي تَتَرَقْرَقْ بِكُلِ سُكونْ
وَحِينَ تَرْنو اليكَ تِلْك الرُعُودُ البَارِقَة
تُهْدِيهَا هَدِيرُكَ الهَائِج
كَحَيَاةٍ هِي فِي بَحْر
كَاأَنتْ
تَغْفُو عَلىَ جَنَبَاتِكَ حَمَائِم الهَدِيلْ
وَتَنْبُتُ مِنْ أَنْفَاسِكَ حَدَائِقَ البَنَفْسَجِ وَعوْسَجِ جِنَانْ
وَيَأْرُجُ عَبَقُ النَدَىَ عَلَى قَوَاقِعَ الرِمَالِ
وَتَزْهُو عَلَى شَوَاطِئِكَ أَحْلاَمُ نَهَارٌ مُضِيء
فمَاَ مَدَاكَ وَمَا مَدُكَ وَجَزْرُكَ يَابَحَرْ
غَامِضٌ أَنْتَ فِي كُلِ أَحْوَاِلكْ
سكب حبر
مبسم الفجر