خاطرة
أحب الانتظار... لا زلت أنتظر..
أيها اللهب رفقا بذاتي ، انها منهكة ، يكاد يقتلني صقيعك، و النفس تنصهر ، بجمودك مقيدة في معقل هجرته الوعود.. تئن خلف قضبان الهجر ، وجلادها طيف صنعته الأراجيف..
أنتظر ، و لا زلت أنتظر، و اليأس يفترسني، لعلى الوارد يدلي بدلوه لصنع يقين، و وفاء جديد لا تهدره الأكاديب ..
لما أقرأ تراتيل الصدق لغيري ، أنحني لنبرته تحت ايقاع الشجون، أقاسمه الواقع في حلمي ، و أوهم نفسي بأنها هي المقصود، الصبر الجميل يِؤنسني .. أنتظر نسمة صدق يطيب في خضنها الحبور ، تهدل على أغصاني حمائمها ،و تغرد في أوكارها الطيور ..
أنتظر و أحب الانتظار، لأنني أعيش على أمل يتحدى الاحتضار..هي الأيام تمطر الصدف أحيانا ، والنداء جوال.. والصدى يرده السنا اذا ارتفع في فضاء يقهره الفراغ..
هناك ، على قارعة الود تركت معلما ، يخلد صدقي و اخلاصي و يروي سر حبي للانتظار..
فاكتب أيها الزمن على جداريته أسطورة الخلود لرجل يعشق الانتظار حد الجنون و الانشطار..
مختار سعيدي