عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-17, 01:36 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
 ايوب صابر  
اللقب:
:: كاتب وباحث ::
الرتبة:

بيانات العضو
التسجيل: 05-12-16
العضوية: 831
المواضيع: 58
المشاركات: 335
المجموع: 393
بمعدل : 0.15 يوميا
آخر زيارة : 22-07-17
الجنس :  الجنس
نقاط التقييم: 1531
قوة التقييم: ايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant futureايوب صابر has a brilliant future


---وسام التميز الأول--- 

الإعـــــجـــــــاب
عدد الإعجابات التي قدمتها: 58
وحصلتُ على 122 إعجاب في 93 مشاركة

الحــائــط الإجتمــاعــي

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ايوب صابر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
كاتب الموضوع : ايوب صابر المنتدى : القسم الـعـام للمواضيع التي لاتنحصر تحت صنف معين
افتراضي

Mar 02, 2017Mai Muhammad rated it it was amazing
{كانت الأرحام أوطاننا فاغتربنا عنها بالولادة..}
.
موتٌ صغير
.
محمد حسن علوان.
.
صدف مرّة وكنت في معرض للكتاب أن وجدْت "الرسائل الإلهية" لمحيي الدين بن عربي، وكنت قد سمعت بابن عربيّ مسبقاً وقرأت عنه نذراً يسيراً فحملتُ ذلك الكتاب -كتيّب تقريباً وليس كتاب، وأحضرته بحماس شديد لقراءته.
أذكر أنّه، وبعد بضع وريقات توقّفت عن القراءة:
لا أحبّ التصوّف ولا اتّفق مع المتصوّفة، ولا أحبّ ابن عربيّ..
كان ذلك قراراً ما لا أظنّه عن طيش أو تهوّر فلازالت أفكاري كما هي غالباً. إنّما هنا، وفي رواية علوان "موت صغير" اختلف الأمر قليلاً.
تتحدّث رواية "موت صغير" ، الواردة ضمن قائمة جائزة البوكر العربيّة، القصيرة، عن محيي الدين بن عربيّ، ليس بوصفه الشيخ الأكبر، بل بوصفه الإنسانيّ كإنسان له عمقٌ وأبعاد وتجارب مجرّدة عاشها وعاشت معه في كتبه وميراثه الصوفيّ الضخم.
الرواية هذه عبارةٌ عن مزيج من التاريخ بنكهة رائعة زادها الإسلوب السرديّ السلس والمتقن ألقاً وروعة.
.

تتألف هذه الرواية من اثني عشر سفراً كما قسّمها الكاتب،
تبتدئ من لحظة متأخرة ومشهد قديم ليس هو بالنهاية ولا بالبداية. ثمّ يتمازج فيها ببراعة خارقة محوران تاريخّيان يسير أحدهما بالتوازي مع الآخر وجهة معاكسة:
المحور الأوّل حياة ابن عربيّ من المهد إلى اللحد، مترافقاً في ختام كل سِفر، مع قصّة انتقال أحد مخطوطات ابن عربي الأصليّة منذ القديم إلى أيامنا هذه وتنقّله بين الأفراد حتّى اليوم.
لا يتداخل الحدثان أبداً، كلّ في طريقه.
ولادة ابن عربي في مرسية، والده والدته بيته وشقيقاته، تدرّجه في أزقّتها صداقاته الأولى أفكاره ورغباته متفاعلاً مع المحيط السياسيّ المضطرب هناك. الحصار، النزوح الأوّل، مجالس القراءة والأصدقاء وتنوّع المشارب. ثمّ النزوح الثاني ثمّ ترحاله في بلاد المشرق ولقاءاته مع "أوتاده" في الصوفيّة حيث التقى آخرهم في ملطية وكان شمس التبريزي، كلّ هذا في قالب سرديّ رائع حقّاً.

لا أعلم إن كانت الوقائع التاريخيّة الواردة في هذه الرواية صحيحة لكنّك لن تستطيع مقاومة الاستمرار في القراءة وكأنك مشدوه ومشدود للغاية تطاردُ شيئا عميقا في الجمال يرسمه أمامك الكاتب بكلماته المعتنى بها بشدّة وبحرفيّة قلّ نظيرها يجعل خيالك يسرح في البعيد.
وجهة نظر السارد وصوت السرد في هذه الرواية هي لمحيي الدين بن عربي أي أن الراوي هو صانع الحدث وبطل الرواية بلسان ابن عربيّ، و تظهر بقيّة الشخوص أمامك تماماً وكأنك تراها، الأماكن أيضاً، المواقف والمشاهد الأخرى.
أمّا مقاطع المخطوطة وتنقّلها يسردها شخصٌ ثالث غير مرئيّ ولا معلوم.
لغة النص قد تراها صعبة في البداية، وجزلة لكنّها تتبسّط تدريجيّا محافظةً على ألقها رغم هذا.
.
* يقولُ السالك: المقام واسعٌ وربُّ الدارِ*كريم*
يا للجمالِ حين يأسرك ويسكنك، والإبداع حين يصحبك في رحلة إنسان يجوب أطراف الحياة، لتجوب معه كظلّه وتحبّه كإنسان رغم افتراضاتك السابقة وأحكامك الثابتة.
رواية رائعة حقّاً.
(less)
flag6 likes*·*Like *·*see review












عرض البوم صور ايوب صابر   رد مع اقتباس