حينما نطعمهم من رغيف أيامنا ..
ونسقيهم من دماء قلوبنا ..
ونلبسهم ثياب حناننا لنهبهم الدفء ..
ونعجن لهم حلوى الحب بإيدينا لتحلو أيامهم ..
ونهديهم عقد أعمارنا لنزينهم به ..
ونعزف لهم على أوتار قلوبنا
لحناً يجعلهم يتراقصون على أوجاعنا
ونحن نبتسم لهم بألم فقط ليعيشوا بسرور ..
ثم نكتشف أننا لم نكن سوى خانه فارغة لديهم وفراغ أُكمل بجملة
اعتراضية ليس لها إعراب ولا قيمة ..
ونجد بأن لديهم الكثير والكثير من الخانات الممتلئة التي تسد مكاننا
وتشغل حيز فراغنا فماذا سنفعل حينها ؟
وأي لغةٍ ستسعفنا بألفاظ نعبر بها عن عمق الألم الذي نحت على
قلوبنا معالم لن تزول إلا بزوالنا .
هل نلوم أنفسنا لأننا لم نحسن الأختيار أم نلوم قلوبنا التي أشرعت
لهم الأبواب ولم تعلم أن خلف تلك الأقنعة وجوه مزيفة
لاتتقن إلا الخداع ..
هل نبكي إلى أن تجف مآقينا حرقةً؟
أم نتظاهر بالعزة المصطنعة ونبتسم في وجوههم
ونلوح لهم بأيدينا إيذانا بالوداع ؟
.. مخـــــــــــــــــــــــــــــــرج ..
عند وداعك أحسست بقلبي يحتضر ويلفظ أنفاسه الأخيرة
وسمعته يتمتم بوصيته الأخيرة لك في محطة الوداع قائلاً لن أنساك
يامن أذقتني لذة الحياة يوماً وستذيقني مرارة الموت دوماً ..
..الــوردة الظــامــية ..