قريباً سأُشفى منك ومن حمى الشوق إليك ومن وخز إبر الاحتياج لك
فلم أعد تلك المريضة ولم تعد ذاك الطبيب .
سأودع أقراص الحنين التي كنت أتناولها فلم يعد الحنين إليك
يطرق بابي ويتجول في شوارع قلبي ليوقظ بصراخه أطفال حكايتي معك .
سأتحلل منك وأنقي دمي من رواسبك التي خلفتها بعد رحيلك حتى أتأكد
تماماً من أن جميع التحاليل لم تعد ملوثة بشوائب الخذلان .
سأخلع رداء الشوق الذي أصبح رافلاً بالطول كثيراً حتى لا اتعثر به وبك .
سأتوكأ على عصا النسيان وأهش بها طيفك الذي يقف حائلاً بين عيني
وبين النوم .
سأقفل محطات الانتظار وأقود قطار عمري بعكس خط سيرك حتى لا
ألتقي بك ذات صدفة ولأني على يقين أني سأجد في الجهة الأخرى من
يستحقني بصدق .
سأوصي بك خيراً وسيأتيني البشير يوماً ليزف لي خبر أنك أحببت بعدي
الكثير لكنك لم تجد منهن من تسد ثغر رحيلي ولم تجد من تعجن لك حلوى الحب ،
وتخبز لك رغيف العمر ، وتحيك لك بأصابعها ثوب الفرح .
حينها فقط ستدرك فداحة خسارتك لي وتدرك أني لست كباقي النساء ..
مخــــــــــــــــــــــــــرج ..
مادمت ستتركني وتحلق بعيداً عن سمائي فلماذا علمتني الطيران في
فضاءاتك ..