هذا الصّباح عاديّ، وأنا منذ أيّام، فِكري محايد، وقلبي فراغ. مِزاجي مسالِم، وصوتي بعيد، استجاباتي آليّة، وكلّ أوراقي بيضاء.
لا ثورات تلوح في الجوّ، لا معاركَ ثقيلة، لا نزاعات فكريّة، ولا اعتلالاتٍ نفسيّة، لا رائحة لتغييرٍ جديد.
أُحسّ أنّ في جوفي فراغ، وأنّي بحاجةٍ لتعبئته، ثورتي القادمة مرهونةٌ بطبيعة ما سيملؤه، انطلاقاتي الواسعة الجريئة محكومةٌ بكيف يتحدّث هذا العالم إليّ، وانكماشي على نفسي في قوقعتي متعلّق بكيف أتقبّل حديث هذا العالم معي!
أنا امرأة تُشعلها المواجهات، و تملؤها الجدالات طاقةً، أنا امرأة أهوى التّمشي على خطوط النّار، والتّقافز بين الأزمات. أحترفُ موازنة كلّ مائل، وأُجيد امتصاص الصّدمات. أنا امرأة لا تجلّي لي إلّا بالتّعب، ولا راحةَ لي إلّا وفي ثناياها النّسيان.
أنا امرأةٌ يُشبهني البحر، وتُقلّدني البراكين. أنا امرأةُ المساحات الشّاسعة ولا يختصر حضوري شيء.